حتى منتصف فبراير مطلع العام الفين واحد عشر، لم يكن هناك من بوادر لسحر التحرير والانتشار المدهش لهذه الانتفاضة الجماهيرية سوى قضية واحدة ربما قبل اندلاع ثورات الربيع العربي.
القضية الجنوبية كانت هي من ارست اللبنات الأولى للخروج ضد نظام صالح ورفض التبعية لمنظومة فاسدة حطت من قيمة الدولة لترفع من شأن شبكات مصالح عبثية.
صفحة من كتاب النضال الطويل كانت الانتفاضة الجنوبية حيث بدأت بتقويض مداميك سلطة نظام دكتاتور ووضعت كلها لا حقا تحت مجهر فبراير.
فبراير ثورة ابتكرت للتحرر دربا جديدا وكشفت الغطاء على مختلف القضايا منها العبث بالممتلكات الخاصة والعامة والفساد بالإضافة إلى توظيف مفهوم الوحدة من الشراكة إلى التبعية، وتلك كانت أبرز المطالب التي انطلق منها الحراك الجنوبي وناضل من أجلها خارج فبراير وداخله.
إذآ تمازجت القضايا في ساحة واحدة وتحت شعار واحد هتف الجميع الشعب يريد اسقاط النظام، ومن عدن وتعز الي صنعاء والحديدة توحدت الرؤى الشبابية وانطلقت المسيرات الغاضبة فكانت الرحلة من القديم القمعي إلى الجديد التحرري.
رحلة النضال الطويل هذه لم تخلو من المتربصين كجماعة الحوثي الانقلابية التي قفزت على كل شيء بما فيه رفاق ساحات الأمس.
أي قيمة سبغها فبراير إذآ على الحقيقة أن نزع القناع في أدق لحظاته عن هذه الجماعة شمالا ومن ورائها بعض مكونات الحراك جنوبا من ذهبوا إلى ترتيب مشاريعهم الخاصة دافعين البلد إلى محرقة الحرب والاقتتال.