وامتدت طوابير السيارات لمسافات طويلة، بينما خفت حركتها في الشوارع مع ساعات الصباح، بالتزامن مع انتشار السوق السوداء، إذ جرى بيع صفيحة البنزين سعة عشرين لتراً بأكثر من سبعةٍ وعشرين ألف ريال، بزيادة عشرين ألف عن سعرها السابق.
كما رافق ذلك، انعدم وقود الديزل من محطات التموين، وازدادت حدة الأزمة مع إعلان الحوثيين احتجاز بحرية التحالف السفن المحملة بالوقود في ميناء الحديدة، فيما قال التحالف: إن الحوثيين يتعمدون منع السفن من الوصول إلى ميناء الحديدة.
تتزامن هذه الأزمة في المشتقات مع الذكرى الخامسة لسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014م بعد تحالف وثيق جرى مع الرئيس المخلوع عليه عبدالله صالح ودعم سعودي إماراتي للانقلاب، تكلل بانهيار المنظومة السياسية والعسكرية للبلاد.
وأطلق ناشطون وسم #نكبة_21_سبتمبر كتعبير عن اليوم الأسود الذي وصل فيه الحوثيون إلى العاصمة صنعاء وسيطرتهم على مقدرات الدولة، فيما أعتبر باحثون وسياسيون ذلك انقلاب مباشر على الجمهورية وتهديد حقيقي ومقوض لأهداف ثورة سبتمبر 1962م.
ودخلت البلاد في أزمات متلاحقة جراء الانقلاب، حيث انقطعت الرواتب عن الموظفين منذ منتصف 2016م، ودخلت البلاد في أزمات اقتصادية بالغة السوء، وحروب مدمرة، كما تعرض احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة لعملية نهب نظم قدرت بأربعة مليار دولار.
وغادرت جميع سفارات العالم والبعثات الدبلوماسية من العاصمة صنعاء، فيما تم نقل العاصمة مؤقتاً إلى مدينة عن التي شهدت تحريرا هشا في 2015م، عقب إعلان قيام عاصفة الحزم، سرعان ما تحول التحرير إلى انقلاب أخر على الشرعية بدعم وإسناد مباشر من الإمارات.
تضاعفت الأزمات في البلاد وتعقدت بشكل أكبر، كما تضاعف عدد المختطفين والمخفيين قسراً في السجون الحوثية، وارتفع قمع الحريات الصحفية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ وصل عدد المؤسسات الإعلامية المعارضة إلى مستوى الصفر، حيث أغلقت جميع وسائل الإعلام المعارضة ومصادرتها بالكامل، كما أن اعداد النازحين وصلت إلى أرقام قياسية تعدت 3 مليون نازح داخل البلاد وخارجه.
عدد الذين دخلوا سجون الحوثيين يفوق ثلاثين ألف سجين، فيما الذين لا يزالون يقبعون في السجن منذ خمس سنوات يتجاوز عددهم ثمانية ألف سجين، والذين لهم ما يزيد عن خمس سنوات في السجن ما يزيد عن ثلاثة ألف سجين، إضافة إلى ما يزيد عن 200 شخص قضوا حتفهم في السجون تحت التعذيب.