أربعة أعوام على الحرب المنسية تغيرت فيها كل ملامح الحياة, فجرت المنازل من قبل الحوثيين وقصفت الأحياء السكنية من قبل التحالف وانعدمت سبل العيش وضاعت الحقوق و الحريات.
حال الصحافة كحال البلد المنهكة من الحرب دفع فيها الصحفيون ثمناً من أروحهم وحرياتهم منذ بداية الانقلاب، وهي كلفة باهظة جاءت على حساب عملهم الصحفي.
غادر معظم الصحفيون البلاد بعد ان أصبحوا عرضة للملاحقة من جميع الأطراف حيث لا يريد أحد صوتا غير صوته, أغلقت كل الصحف في صنعاء وهناك أكثر من 13 صحفي في سجون مليشيا الحوثي.
لا يختلف الوضع في عدن كثيراً عن ما هو في صنعاء فهناك ترهيب ضد الصحفيين واحراق للمنابر الإعلامية وكذا إيقاف واعتقال للصحفيين.
نقابة الصحفيين اليمنيين وفي آخر تقاريرها كشفت عن وقوع 100 حالة انتهاك ضد الحريات الإعلامية في العام 2018 بينها 5 حالات قتل مؤكدة أن وضع الصحافة في اليمن معقد للغاية، في ظل استمرار الحرب التي طالت الحريات الصحفية واستهدفت مئات الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
أما بالنسبة للصحفيين الذين يواصلون عملهم في التغطية الميدانية فهم يعملون في بيئة عمل خطرة مما يضعهم أمام خيارات صعبة إما الهروب خارج البلاد وقرار العيش في المنفى او السجن أو تأييد الخط التحريري المفروض عليهم من قبل الأطراف المصادرة لحرية الصحافة في مناطق القتال.
عودة إذن الى زمن القمع والخطوط الحمراء زمن الصوت الواحد المعادي للحريات الصحفية, وهي انتكاسة يقاسي تبعاتها الصحفيين وأصحاب الرأي الذين بات وضعهم يتدهور كل يوم واصبحوا الهدف الأول في الحرب.