وقالت صحفيات بلا قيود، في تقريرها السنوي حول الحريات الصحفية، "إن العام 2018 كان أكثر دموية بالنسبة لقتل الصحفيين مقارنة بأعوام سابقة، حيث بلغ عدد الذين فقدوا حياتهم في العام 2018 (12) صحفيا وعاملا بالحقل الإعلامي، ارتكبتها قوات التحالف العربي بعدد (6) حالات قتل، فيما ارتكبت جماعة الحوثي (4) حالات قتل، وحالتان قتل نفذها مسلحون مجهولون.
وأشارت المنظمة، إلى مقتل (39) صحفيا خلال الأعوام (2014–2018)، فيما تعرض أكثر من ألف صحفي لانتهاكات متنوعة في نفس تلك الفترة، طبقا لإحصائيات المنظمة .
كما أشارت إلى استمرار تفشي ظاهرة "الإفلات من العقاب" على الجرائم الواقعة ضد الصحفيين والإعلاميين .
وأضافت المنظمة، لم نشهد طيلة الأربعة عقود الماضية أنه تم الكشف عن مرتكبي جرائم القتل بحق الصحفيين، كما لم يتم تقديم متهمين بارتكاب جرائم بحق الصحفيين للعدالة.
وأكدت المنظمة، على ضرورة إنهاء ظاهرة "الإفلات من العقاب" على الجرائم الواقعة بحق الصحفيين والإعلاميين،وتشكيل لجنة تقصي الحقائق في كافة الانتهاكات التي تعرضوا لها والكشف عن نتائج التحقيق للرأي العام وتقديم الجهات والأفراد الذين قاموا بتلك الانتهاكات للمحاكمة لينالوا جزاءهم الرادع، كون تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم.
وأوضحت "صحفيات بلا قيود" أن الحريات الصحافية والإعلامية تعيش أخطر مرحلة في تاريخ الصحافة اليمنية منذ بدايتها حتى الآن ، جراء التنكيل والاستهداف المستمر تجاهها ، مشيرة إلى أن العمل الصحفي والإعلامي يواجه هجمة شرسة وغير مسبوقة باتت تستهدف حياة كل من يزاول مهنة الصحافة، إما بالقتل أو الاختطاف أو التشريد، وهو الأمر الذي جعل البيئة الإعلامية في غير مأمن .
من جهتها، قالت بشرى الصرابي المدير التنفيذي لمنظمة صحفيات بلا قيود ، إن فريق المنظمة قام برصد وتوثيق (200) حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون خلال العام 2018، شملت حالات قتل وتعذيب واعتقال وغيرها من الانتهاكات، مورست ضد الصحفيين أثناء أدائهم لعملهم المهني .
وأشارت إلى أن الحرب طيلة الأعوام الأربعة الفائتة خلفت وضعاً مأساوياً للصحفيين ، وقد دفعوا فيها الثمن باهظا ، لافتةً إلى أن كل الأطراف المتصارعة دون استثناء تعاملت بعدائية مطلقة تجاههم.
ودعت المدير التنفيذي لمنظمة صحفيات بلا قيود كافة أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تلزم أطراف الحرب بحماية الصحفيين أثناء أداء أعمالهم المهنية خلال النزاعات المسلحة ، باعتبارهم مدنيين وليسوا مقاتلين، وتؤكد على تجنيبهم ويلات الحرب، وعدم الزج بهم في الصراع.
وأضافت: "إننا نضع هذه التقارير الحقوقية حول الانتهاكات أمام الرأي العام وأمام المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير والحريات الصحافية لنطلعهم على حجم الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون في اليمن ،كما أننا ندعو تلك المنظمات للعمل على حماية الصحفيين وتقديم المساعدة و الحشد والمناصرة للتضامن معهم " .
وطالبت الصرابي كافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير والحريات الصحفية بإظهار تضامنها مع الضحايا من الصحفيين والتنديد بالانتهاكات الجسيمة الواقعة بحقهم.
وتنوعت الانتهاكات للعام 2018 مابين : (اختطاف واعتقال واحتجاز وإيقاف بواقع (66) حالة بنسبة% 33 من إجمالي الانتهاكات ، وإغلاق واقتحام مؤسسات إعلامية ومنازل صحفيين بواقع (21) حالة بنسبة 10 % ، و (17) حالة استدعاء ومحاكمة بنسبة 8 % ، فيما بلغ عدد حالات المنع من العلاج (15) حالة بنسبة 7 % ، وبلغ عدد حالات التحريض والتشهير (13) حالة بنسبة6 % ، وبلغ عدد حالات القتل (12) حالة شكل ما نسبته 6 % من إجمالي الانتهاكات ، وتساوى عدد حالات الإصابة والاعتداء والتهديد وحجب مواقع الكترونية ب (10) حالات وبنسبة5 %لكل نوع منها ، فيما بلغ عدد حالات منع مزاولة المهنة (5) حالات شكل ما نسبته3 %، و (5) حالات تعذيب بنسبة3 % ، و (4) حالات إيقاف راتب بنسبة2 %، وحالة محاولة قتل بنسبة1% ، وحالة انتهاك منع من السفر شكل ما نسبته1% من إجمالي الانتهاكات .
وارتكبت جماعة الحوثي (102) حالة انتهاك شكلت ما نسبته51 %من إجمالي الانتهاكات، وارتكبت القوات الموالية للحكومة الشرعية (42) حالة انتهاك بنسبة21 %، كما ارتكبت قوات الحزام الأمني عدن - لحج والنخبة الحضرمية(31) ما نسبته 15 %، ومسلحون مجهولون بواقع (11) حالة بنسبة6 % ، وارتكبت قوات التحالف العربي (8) حالات انتهاك ما نسبته 4% ، ومارست جهات إعلامية (6) حالات انتهاك ما نسبته 3%.
وأوضحت المنظمة أن عمليات (الاختطاف والاعتقال والاحتجاز والإيقاف)جاءت في أول قائمة أنواع الانتهاكات بعدد (66) حالة بنسبة (%33) من إجمالي الانتهاكات وتوزعت ما بين ((23 حالة اختطاف،26حالة اعتقال، 17 حالة احتجاز وإيقاف)).
ورصدت المنظمة (12) حالة قتل لصحفيين وعاملين في القطاع الإعلامي شكلت ما نسبته (6%) من إجمالي الانتهاكات.
وارتكبت قوات التحالف العربي (6) حالات قتل، فيما ارتكبت جماعة الحوثي (4) حالات قتل وحالتا قتل نفذهما مسلحون مجهولون .
أكدت صحفيات بلا قيود على ضرورة تجنيب الصحفيين والإعلاميين الذين يقومون بتغطية النزاعات المسلحة، وحمايتهم من جميع أشكال الاستهداف والاعتداء، وذلك بمقتضى القانون الدولي الإنساني الذي يسبغ على الصحفيين المدنيين الحماية نفسها المكفولة للمدنيين، شريطة عدم اشتراكهم بشكل مباشر في العمليات العدائية .
ودعت المنظمة, المؤسسات الإعلامية والصحفية العمل على تدريب العاملين لديها في مجال السلامة المهنية وخاصة المراسلين في مناطق النزاعات , وتزويدهم بوسائل الحماية اللازمة .