كان عمر مريم 4 سنوات عندما انتقلت من اليمن إلى هولندا، ومنذ بدايتها عرفت الفتاة بحبها وشغفها الكبير للعمل والتعلم حيث تجيد مريم 6 لغات وهي (العربية والإنكليزية والهولندية والروسية والألمانية والفرنسية) إضافة إلى قدرتها على انشاء العلاقات الإجتماعية مع صناع القرار والمنظمات المدنية ولم تلبث حتى أصبحت مساعدة لأحد أعضاء برلمان حزب الشعب الحرية والديمقراطية.
التفاصيل البسيطة هي من اختصاصات مريم، فأسرتها تعتمد عليها حتى في وضع خطط اجازات الصيف، وكذلك هو الحال بالنسبة لأصدقائها الكثيرون الذين عادة ما تبادر لهم بأفكار رحلات جماعية وتحرص على الانخراط في المجتمع الجديد الذي انتقلت إليها وتعزيز تجربتها.
لقد تفتح عقل مريم ولم تعد تؤمن بتلك الشماعات التي يصدرها الرجال في بلدها تجاه المرأة، تصف مريم ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط من قمع للمرأة بالعار، وتتسأل باستغراب متى ينتهي هذا التعامل الذكوري الفج ويصبح للفتاة الحق في الحياة مثل الرجل؟
وبالطبع فإن طريق مريم لم يكن سالكاً إلى النجاح، ولكنها واجهت الكثير من المشقات كما هو الحال بالنسبة لأي مهاجر، إضافة إلى ذلك فإن التقارير الأخيرة تتحدث على أن فرص الحصول على وظائف سياسية بالنسبة للمهاجرينأصبحت تكاد مستحيلة.
والد الفتاة مريم هو العامل الأول لوصولها بحسب ما تتحدث عنه، فإضافة إلى وصولها التعليمي ومشاركتها السياسية فقد أتاح لها فرصة ممارسات هواياتها الأخرى كفن الكاراتيه منذ أن كانت في السابعة من عمرها وحصلت على الحزام الأسود في الـ 17 من عمرها وتقول مريم بانها احبت هذا النوع من الرياضة للدفاع عن النفس أيضاً.
يربط مريم علاقة وثيقة بمكتبها وتقول أنه اصبح يشكل لها إضافة خاصة وتصفه بالوطن الوحيد، حيث تتفرغ فيه للإلتقاء بأصدقاء جدد كل يوم والتعرف على سياسيين وصحافيين وحقوقيين ومواطنيين كذلك.
ابتسامتها الدائمة، وروحها المرحة، وشخصيتها القوية ، هي من أبرز الصفات التي جعلت من مريم فتاة محبوبة لدى الجميع وتحديدا مدرائها في المدرسة والعمل كذلك.
تقول مريم في احاديثها للصحافة التي الهولندية التي تناقلت قصتها بأن العادات والتقاليد والدين، لا يجب أن تكون حاجزا بين المرأة وطموحها، وأن النساء في أوروبا لم يحظين بالحرية التي وصلن إليها إلا بعد سعي ونضال طويل، دون أن يتوقف نضالهن من أجل رفع سقف طموحاتهن.