وتطرق الدكتور همدان زيد دماج، نائب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، في مداخلته بعنوان "العنف الطائفي وقمع الحقوق المدنية: معوقات جذرية للسلام" إلى عدد من القضايا المتعلقة بالحركة الحوثية كسلطة أمر واقع، وصعوبة الوصول إلى سلام من أي نوع ما لم تغير الحركة الحوثية من أيدولوجيتها وممارساتها المرتكزة على رفض واقصاء الآخر السياسي والاجتماعي.
موضحاً أن خطر المشروع السياسي للحركة الحوثية يأتي من محاولته إرساء مشروعية قانونية للتمايز السياسي والظلم الاجتماعي والمواطنة المنقوصة، والتضييق على الحريات والحقوق المدنية العامة، وهو مشروع لا يمكن أن يسلم به المجتمع اليمني، وهو ما يعني استمرار الصراع لسنوات طويلة.
أما المحور الثاني للندوة فقد تحدث فيه الأستاذ صالح الجبواني، الكاتب والناشط السياسي، عن "الدولة الاتحادية وإشكالية الحكم المركزي"، مبيناً أن كل أشكال الصراعات المعاصرة في اليمن كانت تتفجر عندما يحاول اليمنيون الابتعاد من الحكم المركزي الذي تسيطر عليه القوى التقليدية إلى شكل من أشكال الحكم اللامركزي، وأن الحرب الراهنة في اليمن كان بسبب رفض هذه القوى التقليدية، ممثلة بالحوثيين وعلي عبد الله صالح، لمخرجات الحوار الوطني وعلى رأسها التحول إلى الدولة الاتحادية.
وفي نهاية الندوة تطرق الدكتور محمود العزاني، رئيس مؤسسة تمدن، في مداخلته بعنوان "طبيعة الأزمة وآفاق الحل" إلى عدد من القضايا، مشيراً إلى أن الوصول إلى مستقبل مستقر في اليمن مرهون باستعادة فكرة الدولة والعودة إلى مخرجات الحوار الوطني، موضحاً أن الحرب طالت أم قصرت لا يمكن إلا أن تنتهي إلا بالعودة إلى هذا المسار الحتمي، ما لم فإن البديل لا يمكن أن يكون إلا كارثة مفتوحة على كافة الاحتمالات بما في ذلك نهاية اليمنيين ككيان وكشعب.
وشارك في الندوة عدد من الأكاديميين والناشطين السياسيين من مختلف البلدان العربية الذين اسهموا بعدد من النقاشات والمداخلات القيمة والتي سينشرها المنتدى الثقافي العربي في بريطانيا على مواقعه في الانترنت.