تحتل المدينة موقع القلب من وادي حضرموت أكبر أودية اليمن وميزابها الشرقي كما يصفه المؤرخون، لكنها اليوم تحتل موقع القلب من اليمن المتشظي بين أطراف تتصارع على مستقبل لا يمكن أن يكون آمناً إلا باجتماع اليمنيين على أهداف الدولة الموحدة والديمقراطية.
وهناك في الرياض تخاض معركة سياسية حول الرئاسة التي ستتولى قيادة مجلس النواب لفترة لا يعلم حدودها الزمنية حتى الآن، في ظل مؤشرات تفيد بأن المؤتمر الشعبي العام صاحب أكبر كتلة في هذا المجلس قدم نجح أخيراً في فرض مرشحه لرئاسة المجلس الشيخ سلطان البركاني.
احتدم الجدل الشديد طيلة الفترة الماضية حول هوية رئيس المجلس بين مقترح رئيس الجمهورية الذي كان يصر على تنصيب محمد علي الشدادي، والمقترح الذي أصرت كتلة المؤتمر الشعبي العام على التمسك به لينتصر مقترح المؤتمر في ظل تغطية سعودية تحرص على ما يبدو على تقرير مصير السلطة التشريعية لأهداف تتجاوز أجندة الرئيس إلى ما هو أبعد من ذلك.
القائمة التي أقرتها نقاشات الرياض اسفرت عن التوافق على نواب البركاني الرئيس المقبل للمجلس، وهما محمد علي الشدادي الذي ينتمي للمؤتمر الشعبي العام ومحسن صالح باصرة الذي ينتمي للإصلاح، وعبد العزيز جباري من حزب العدالة والبناء.
حتى الآن لم يحدد بالضبط الموعد الذي سيلتئم فيه مجلس النواب على الأرض اليمنية، بعد أن توفر النصاب القانوني، لكن المؤشرات تفيد بأن الاجتماع سيعقد الخميس على الأرجح، بعد أن تجاوز هذا المجلس العقدة التي استفاد منها الحوثيون طيلة الفترة الماضية ومنحتهم فرصة للادعاء بأنهم يضعون يدهم على الدعامة الثانية في المنظومة السلطوية للمرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد حالياً.
وفيما يتهيأ النواب لعقد جلسة البرلمان تتجه انظار المراقبين إلى مرحلة ما بعد انعقاد المجلس وحسم رئاسته، وإلى الدور الذي قد يكون حاسماً بنظر المراقبين في تقرير مصير الحرب والعملية السياسية، وربما اتفاقات مقلقة بشأن العلاقات مع الجارة السعودية بالأبعاد الجيوسياسية في ضوء التحركات العسكرية السعودية بالمهرة.