صراع مشتعل منذ اكثر من عامين باتت فيه الحديدة العنوان المختصر للأزمة اليمنية وصراع عض الأصابع بين التحالف الذي تقوده السعودية والامارات وبين منظمات الأمم المتحدة التي تحذر من كارثية الحرب في الميناء الأخير الذي تصل عبره امدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية والمواد التجارية الضرورية للمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.
التحالف ينظر لمعركة الحديدة باعتبارها احدى طرق الضغط على مليشيا الحوثي للعودة الى مسار المفاوضات، بينما تعتبر مليشيا الحوثي الحديدة هي اخر منافذها على العالم واحدى مصادر قوتها ووصول امداداتها من السلاح والمال، وبين التحالف والحوثي هناك ملايين اليمنيين العالقين في وسط الصراع الذي طال امده وتحول لحرب شوارع تهدد سكان المدينة وضواحيها بالموت المجاني.
التوقف المؤقت للمواجهات في الحديدة يحمل في طياته عدة رسائل من بينها الاكتفاء بالضغط الحاصل والناجم عن التقدم الى قرب الميناء والسيطرة على مداخل المدينة انتظارا لقبول مليشيا الحوثي بالعودة للمسار التفاوضي وهو الهدف الذي اعلن عنه في وقت سابق وزير الخارجية الاماراتي أنور قرقاش.
الحكومة اليمنية وعبر ناطقها أصدرت بيانا يناقض اعلان التحالف بوقف العمليات العسكرية في الحديدة وهو ما يشير الى ان التحالف مستمر في استخدام الحكومة الشرعية كأحدى أدوات الصراع والتخفي وراءها وتحميلها مسئولية استمرار النزاع.
النظر للحديدة في معزل عن المشكلة اليمنية يعقد من المشاكل ويجعل الأنظار تتجه بعيدا عن جوهر الأزمة اليمنية التي ابتدأت مع الانقلاب ولن تنتهي الا مع رحيله كما يرى العديد من المراقبين.
وكانت وكالة رويترز قد أكدت إن التحالف بقيادة السعودية أمر بوقف العمليات العسكرية في مدينة الحديدة. أضافت الوكالة نقلاً عن مصادر عسكرية إن التحالف أصدر تعليمات لقواته على الأرض بوقف القتال داخل الحديدة.
ويأتي القرار وسط دعوات غربية لوقف إطلاق النار قبل استئناف جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الجيش الوطني أوقفت هجومها في مدينة الحديدة.
وأضافت نقلاً عن قادة ميدانيين قولهم إنهم تلقوا أوامر من قادتهم بوقف إطلاق النار ووقف أي تصعيد عسكري أو تقدم في المدينة.
يأتي ذلك فيما أكدت الحكومة اليمنية عدم وجود أي هدنة في محافظة الحديدة مع مليشيا الحوثي.
وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي في تصريحات صحفية إن السيطرة على الحديدة هدف استراتيجي ووطني لحماية اليمن والممرات الدولية من عبث المليشيا.