ويوضح الحاج في حديثه لموقع بلقيس، أن متطلبات شهر رمضان تكون مضاعفة، ما يعني أن هؤلاء المستأجرين بأمس الحاجة للمبالغ التي سيدفعونها كإيجار، لتوفير المتطلبات.
وينصح الحاج أصحاب المباني والعمارات السكنية بالتعاون مع المستأجرين من ذوي الدخل المحدود في شهر رمضان قدر المستطاع، واحتساب ذلك من أعمال الخير خلال هذا الشهر الكريم.
ولم يكن الحاج وحده الذي تعاون مع المستأجرين بهذه الطريقة لكنه الأكثر تعاوناً، في حين ظهرت مبادرات ذاتية أخرى للتعاون مع المستأجرين بإعفائهم من نصف الإيجار.
تقدير للظروف
يقول محمد طربوش إنه أعفى جميع المستأجرين في عمارته (6 شقق) من نصف الإيجار في شهر رمضان، وأن هذا المبلغ هو أقصى ما يستطيع مساعدتهم به، بسبب اعتماده على الإيجارات بشكل كامل لتوفير احتياجات أسرته الكبيرة، حد تعبيره.
وعن شراء متطلبات شهر رمضان لأسرته، يضيف طربوش لموقع قناة بلقيس، أنه اعتاد على توفير مبلغ من المال من الأشهر السابقة لاستخدامه عند الحاجة ومن هذا المبلغ إضافة إلى نصف الإيجار الذي تقاضاه هذا الشهر يشتري متطلبات رمضان.
ويؤكد طربوش أنه يقدِّر الظروف التي يمر بها المستأجرين في كل الأشهر، وعندما يجد أحد المستأجرين غير قادر على دفع الإيجار بسبب مرض أحد أفراد أسرته أو ظروف خاصة أخرى، فإنه يعفيه من دفع جزء من الإيجار.
تأجيل الإيجار
وفي الوقت الذي يظهر تعاون بعض المؤجرين بالإعفاء من دفع الإيجار أو جزء منه، يرى بعض المستأجرين أن السماح لهم بتأجيل دفع إيجار شهر رمضان إلى أشهر لاحقة نوعاً من التعاون معهم.
وفي هذا السياق، يشير إبراهيم القدسي إلى أن راتبه بالكاد يكفي لتوفير متطلبات شهر رمضان، الأمر الذي جعله يطلب من مالك العمارة السماح له بتأجيل دفع الإيجار إلى شهر أغسطس المقبل، ولقي موافقة على ذلك.
وقال القدسي لموقع قناة بلقيس، إنه مع تسعة من زملائه في العمل يدفعون مبلغاً من المال شهرياً لصندوق قاموا بإنشائه ويتناوبون على استلام ما جمعوه شهرياً، وأن دوره لاستلام هذا المبلغ سيأتي في شهر أغسطس، ومنه سيدفع إيجار رمضان كما يستطيع شراء مستلزمات إضافية أخرى.
معاناة مستمرة
وتسببت الحرب المستمرة في اليمن بموجة نزوح من مناطق المواجهات إلى المناطق المحررة، إضافة إلى حالة النزوح من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي على خلفية المضايقات والاعتقالات التي تنفذها المليشيا بحق مناهضيها.
كما تفاقمت أزمة السكن وارتفاع الإيجارات بعد عودة آلاف المغتربين من المملكة العربية السعودية، بسبب قرارات توطين معظم المهن وفرض رسوم كبيرة على المغتربين.
وبحسب سكان محليين، سجلت محافظة مأرب زيادة في إيجارات الشقق السكنية بلغت نحو 500% من أسعار الإيجارات قبل اندلاع الحرب، رغم أن معظم الشقق غير جاهزة من ناحية الديكورات والأثاث.
محافظة حضرموت هي الأخرى شهدت معدلات مشابهة لارتفاع أسعار الإيجارات، وطالب بعض ملاك العقارات المستأجرين بدفع رسوم الإيجارات بالريال السعودي أو الدولار الأمريكي، لتتضاعف معاناة القادمين إلى المحافظة في ظل عدم وجود مباني سكنية تابعة للدولة تضع حداً للابتزازات التي يتعرض لها المستأجرين.
وتعد العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إحدى وجهات السكان النازحين من مناطق المواجهات، وكذلك المغتربين العائدين من السعودية مع عائلاتهم، وهي الأخرى شهدت ارتفاعاً في أسعار الإيجارات خاصة وسط أمانة العاصمة، ما جعل الكثير من المستأجرين يبحثون عن شقق للإيجار في ضواحي صنعاء.
هذا الارتفاع في أسعار الإيجارات دفع بعض منظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية لتبني حملة تسديد رسوم الإيجارات عن بعض الأسر النازحة والأشد فقراً في صنعاء، في حين تضاعفت معاناة الكثير من الموظفين في القطاع الحكومي بسبب استمرار انقطاع رواتبهم منذ ثلاث سنوات.