هبة إلهية
أم محمد تبيع المشاقر والبيض والدجاج البلدي طوال العام في باب اليمن لكنها هذه الفترة أضافت الجراد إلى بسطتها الصغيرة ، وتؤكد لـ " بلقيس " ان هناك إقبال كبير على شراء الجراد وهذا موسم لا يعوض.
وعلى مقربة منها كان بائعو الجراد وخاصة من الأطفال يحملون قوارير مياه معدنية مليئة بالجراد ويتنافسون على عرضها المارة.
يبيع الحاج عبدالله احمد القارورة الواحدة مقابل 600 ريال لأنه لم يشتريها وجمعها من قريته في مديرية أرحب الواقعة في ضواحي مدينة صنعاء، كما يقول لـ " بلقيس "، ويعتبر أن الجراد هبة إلهية ورزق ساقه الله إلى الناس في هذه الظروف، يمكن أن يلبي بعض احتياجات الأسر التي تمر بأوضاع اقتصادية صعبة، لكن أحمد الريمي " 12 ربيعا" يبيع القارورة بـ 800 ريال فهو يشتريها من آخرين ويريد أن يحصل على الربح.
يقول الريمي لـ " بلقيس " انه يبيع حوالي 10 قوارير مياه معدنية يوميا ، من الصباح حتى الظهر ليساعد أبوه العاطل عن العمل بنفقات المنزل ، لكنه يتمنى لو كان يعيش في منطقة بها جراد ليربح أكثر.
استنفار شعبي
الاستنفار الكبير من قبل الناس في تجميع الجراد وتحولها إلى سلعة تجارية ووجبة يتناولها المواطنون حال دون اتخاذ تدابير للمكافحة .. كما يقول عادل الشيباني مدير مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي بصنعاء لـ " بلقيس " الذي يضيف اكتفينا بمراقبة الانتشار وتحرك الاسراب، والناس تكافح الجراد بطريقتها.
وهذا ما يؤكده حميد البشاري مدير إدارة البستنة بوزارة الزراعة التابعة لجماعة الحوثي الذي يقول لـ " بلقيس " الجراد وجبة غذائية غنية بالبروتين وتناوله لا يشكل اي خطر لعدم استخدم وسائل مكافحة ذات مواد سمية ، وغالبا ما يستخدم اليمنيون المكافحة الحيوية المتمثلة باصطياد الجراد وأكله.
أضرار محدودة
يوضح الشيباني انه على الرغم ان الأعداد كبيرة لكن الأضرار غير كبيرة نظرا لان الجراد تتنقل بشكل مستمر بين مديريات صنعاء وعمران وصولا إلى بعض مناطق محافظة ذمار والبيضاء ، ولم تتوقف بأي منطقة بالإضافة إلى ان الموسم الزراعي لم يبدأ في المناطق الجبلية.
ويرجع الشيباني سبب التنقل المستمر إلى عدم نضوج الأسراب جنسيا مما سيجعلها تستمر بالانتشار والتنقل إلى ان تعود إلى مناطق التكاثر في الصحراء لوضع البيض ، ونعمل حاليا على التنسيق مع المحافظات التي تتوفر فيها بؤر البيض لمحاصرتها ومكافحتها قبل ازدياد عدد الأسراب وتوسع الانتشار.
الجراد ظهر بسبب الرطوبة والمطر الذي هطل على المناطق الصحراوية في محافظات الجوف ومأرب وحضرموت ووفر بيئة مناسبة لتفقس البيض ويخرج منها الدباء " صغار الجراد " بحسب البشاري الذي يتوقع توسع انتشار الجراد بشكل اكبر في حال سقوط الأمطار على صحراء الربع الخالي والقرن الإفريقي.