حين قالت تعز انها ضد ان تتحول لمجرد جسر عبور لمليشيا الحوثي الى المحافظات الجنوبية قررت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح ان تذيقها ضريبة موقفها قتلا وتدميرا واوصلت الموت لكل قرى المحافظة المترامية الأطراف.
من قلب تعز الى اطراف الوازعية ومرتفعات الصلو ووادي الضباب وصولا للمخا وباب المندب كان الموت هو الحاضر الوحيد في يوميات أبناء المدينة التي خسرت حتى اليوم اكثر من ثلاثة الف مدني وعشرات الالاف من الجرحى.
حصار مطبق من كافة الجهات ومنع لمرور الأغذية والمياه والأدوية وتم تدمير كافة مستشفيات المدينة وتمترس القتلة في الاحياء واعتلى القناصة اسطح العمارات وتحولت المدارس والمؤسسات لمعتقلات وتم تقطيع اوصال المدينة.
تقف المدينة اليوم معزولة من كل دعم ومساندة وقد وصل القتال لاكثر نقطة سوداوية حين قررت الفصائل المسلحة ترك معركتها مع المليشيا جانبا لتتقاتل فيما بينها في وسط المدينة.
منذ اشهر كثيرة والمدينة تعاني في صمت والاصوات من داخلها تحاول تجاهل أصوات بنادق الرفاق وهي توجه نحوهم وتتحول لاداة ترويع وقتل لابناء تعز .
صمت مطبق من الحكومة وشماتة عالية من أعداءها وعجز مخلوط بالفساد وتصفية الحسابات بين مختلف الفصائل وقيادة المحور الذي عجز عن السيطرة على الامن داخل المدينة.
تعز قطاع منفصل كما قال رئيس هيئة الأركان ذات مرة، ورغم انها تتبع عسكريا المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة عدن التي يوجد فيها اكثر من ثلاثة وعشرين معسكرا الا ان الية عسكرية واحدة لم تخرج من تلك المنطقة لنجدة المدينة.
تبقى تعز السؤال الأصعب في معادلة الدولة واللادولة والتعامل معها بهذه الطريقة يجعلها تبقى أسيرة للموت وللجماعات الغارقة في الظلام.