وقال مخرج الفيلم عمرو جمال، في مؤتمر صحافي عقده قبل أيام في عدن، إن هناك معوقات كثيرة واجهت الفريق خلال تصوير وتنفيذ الفيلم، ولكنه أوضح أنهم استطاعوا تجاوزها، وكان أكثر ما يحفزهم هو احتفاء وترحيب الناس بهم في الشوارع أثناء التنقل والمرور في أزقة المدينة من أجل تصوير مشاهد الفيلم.
يسرد العمل قصة عاطفية بين فتاة وشاب في عدن قبل أن تندلع الحرب في المدينة قبل ثلاثة أعوام، وكيف تغيّرت ظروفهم رأساً على عقب، وقد تناول الفيلم ذلك بأسلوب درامي وحبكة مشوقة، ويتوقع كثير أن يحدث الفيلم نقلة نوعية في الدراما اليمنية المحلية.
وتحدث مسؤول الحملة الإعلامية الخاصة بالفيلم، علي بن عامر حول هذا العمل قائلا: "سيكون درامياً واجتماعياً كوميدياً بعض الشيء، ويناقش قضية شاب أرهقته الظروف الاقتصادية والاجتماعية بعد الحرب مباشرة فأصبح مشوار الزواج بالنسبة إليه بمثابة التحدي". يركز الفيلم، بحسب بن عامر، على طبقة اجتماعية معينة؛ إذ يحكي كيف كان وضعها متوسطاً قبل الحرب وأصبحت بعد ذلك طبقة مطحونة، وكيف اضطر الشاب إلى الانتقال من منزل إلى آخر فيما تم تدمير منزل خطيبته بالكامل وأصبحت لا تعرف ما الذي تفعله.
يشير بن عامر إلى أن التحضير للفيلم أستغرق أكثر من ستة أشهر، معظمها كانت في عملية كتابة النص والبحث عن رعاة رسميين وتجهيز مواقع التصوير؛ كونه لا توجد في عدن مدن إنتاجية، بينما استغرق وقت التصوير قرابة شهرين. ومن المقرر أن يعرض الفيلم في قاعة أعراس تمت تهيئتها لتكون صالات عرض مدرجة، خصوصاً أنه لا توجد في مدينة عدن دور سينما. وما كان متوفراً خلال القرن الماضي أصبح مدمراً وعبارة عن معالم أثرية وأطلال.
يوضح بن عامر أن فكرة هذا المشروع لدى المخرج عمرو جمال كانت منذ وقت مبكر قبل الحرب، وكان المشروع عبارة عن مسلسل درامي اسمه "30 يوم قبل الزفة"، تم تحويره وتحديثه بما يتناسب مع متغيرات ظروف الحرب ليصبح فيلماً، إذ تم اختزال المشاهد التصويرية من 800 مشهد إلى 99 مشهداً فقط واستغرق ذلك جهداً كبيراً.
وبحسب منفذي هذا الفيلم، فإن تجربة الإنتاج والظروف التي رافقتهم خلال الفترات الماضية كانت حماسية ومثيرة رغم الظروف الأمنية والاقتصادية التي عانوا منها، وأوضحوا أن هذا العمل سيكون بمثابة فاتحة طريق لأعمال سينمائية أخرى خلال الفترات المقبلة.
يشارك في الفيلم الذي تم تصويره في أكثر الأحياء شعبية بمدينة عدن أيضاً عدد من ألمع نجوم الدراما اليمنية، أبرزهم الممثل المسرحي قاسم عمر والممثل هاشم السيد والممثلة اليمنية سالي حمادة، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الجديدة على الساحة الفنية.
وباشر القائمون على هذا الفيلم عملية التسويق للمشروع منذ أيام، من خلال تعليق دعوات زفاف في شوارع مدينة عدن أثارت انتباه واهتمام الجميع، في ظاهرة هي الأولى من نوعها؛ إذ حملت اللوحات شكل وطابع دعوات الزفاف التقليدية ومكتوب عليها عبارات تزف التهاني للعروسين (مأمون ورشا)، كذلك تضمّنت أيضاً موعد ومكان الزفاف والغسل في أيام عيد الأضحى في قاعة "ليلتي" بمديرية المعلا، وقاعة "ألف ليلة وليلة" بمديرية الشيخ عثمان، وهي الأماكن المخصصة لعرض الفيلم.
كذلك انعكس صدى تلك الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، وذهب كثير للسؤال عن طبيعة الفيلم الذي تبعه فيديو قصير يظهر من خلاله أنه تم تصوير الفيلم وتنفيذه بأسلوب محترف وهادف من خلال سلسلة مواقف سيئة الحظ صادفت العروسين اللذين كانا على وشك الزواج، وكيف تسبّبت الحرب بإدخالهما في بعض الورطات، وتنتقل الحبكة إلى سبل تجاوز تلك العراقيل من قبل أبطال الفيلم، في رسالة مفادها بأن الحياة يجب أن تستمر مهما كانت العثرات.
العربي الجديد