وذكرت المصادر أن المجموعة الرباعية التي تضم الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، مضافا إليها سلطنة عُمان، تعمل مع المبعوث الأممي من أجل ضمان موافقة الأطراف اليمنية على الخطة التي تنص على تسليم ميناء الحديدة لقوى يمنية محايدة، وتوسيع قدرته على استيعاب الواردات.
وكذلك إعادة فتح مطار صنعاء وفق ضوابط تمنع على الانقلابيين استخدامه في تهريب أموال أو مطلوبين ومرورا بحل مشكلة رواتب الموظفين، ورفع الحصار عن مدينة تعز وانتهاء بملف المعتقلين والأسرى.
وحسب المصادر، فإن ذلك من شأنه أن يفتح الباب أمام تعليق العمليات العسكرية، وأن تستأنف اللجنة العسكرية المكلفة بالإشراف على وقف إطلاق النار عملها ومن ثم استئناف المشاورات السياسية استناداً إلى نتائج محادثات الكويت.
لا يعرف حتى الآن موقف الطرف الانقلابي وهو المعني أساسا بكل المبادرات المطروحة كونه الطرف المتعنت والرافض لكل جولات الحوار السابقة التي جرت تحت رعاية الأمم المتحدة.
ومن الواضح ان هناك رؤية ضبابية للحل في اليمن من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومحاولات مستمرة للإلتفاف على المسار الواضح الذي خطه قرار مجلس الأمن 2216م.
كأن ماينقص اليمن دستة الحلول النظرية وليس الارادة التي اصبحت موزعة بين عدة أطراف.
إلى جانب التباينات الواضحة بين مليشيا الحوثي وأنصار الرئيس السابق صالح. بدت أجندة التحالف العربي تميل أكثر إلى العدوانية والانتهاكات الصارخة ضد المدنيين.
ضحايا الغارات الجوية حصدت أرقام مخيفة، فيما تركت الاستعراضات العسكرية للمليشيا في عدة محافظات، فضلا عن انتهاكات جسيمة بحق السجناء في المحافظات الجنوبية.
وبدأ عشرات من المعتقلين في سجن بئر أحمد بمدينة عدن الذي تديره قوات إماراتية إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ أربعة أيام احتجاجا على سوء معاملتهم وعدم تقديمهم للقضاء أو إطلاق سراحهم.
وحملت أسر وأهالي المعتقلين القوات الإماراتية المسؤولية الكاملة عن حياة أبنائهم خصوصا بعد تدهور أوضاعهم الصحية.
وبتواطؤ السعودية الدولة الرئيسية في التحالف، تواصل الإمارات السيطرة على مواقع النفط والموانئ اليمنية، حيث أنشأت مناطق عسكرية معزولة، وهجرت السكان الأصليين من منازلهم ودفعتهم إلى مخيمات النزوح.
ولا شك ان أي رؤوى للحل المنشود في اليمن سيصطدم بالأطماع التي أبدتها دول التحالف بعد ان رفعت شعارات خادعة في بداية عملياتها الجوية.
وفي العاصمة صنعاء المحتلة، تمضي مليشيا الحوثي في تقليم أظافر أنصار الرئيس السابق من المؤسسات العامة، ونفذت حملات اعتقلات واعتداءات على الناشطين إعلاميا.
ويخشى كل طرف من التسويات السياسية كي لا تأتي على حسابه. في حين تحاول وسائط إعلامية للرئيس السابق إبداء مرونة سياسية، تشدد المليشيا لهجة التهديد والوعيد ضد ماتعتبره التهاون في مواجهة العدوان.
وتبدو الحكومة الشرعية في موقف غير محسود. يقضي الرئيس هادي فيما يشبه الإقامة الجبرية في الرياض، وهو مثل الحكومة بات مكبلا بأجندة التحالف.
وما زاد من السوء والتعقيدات، حالة الفساد المتفشية في الحكومة والتسابق على التعيينات في المناصب الوظيفية، وكل ذلك يأتي على حساب المعركة الوطنية في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية المنهوبة.