منذ الانقلاب تعتقل مليشيا الحوثي عشرات النساء في العاصمة صنعاء والحديدة وتعز وغيرها، دون توجيه أي تهمة لهن أو تحويلهن للسلطات القضائية.
وفي تقرير متخصص أصدرته منظمة سام للحقوق والحريات، كشف التقرير الستارَ عن جرائمَ فظيعة ارتكبتها مليشيا الحوثي ضد نساءٍ يمنيات، العديد منهن اعتقلن بسبب مواقفَ أهاليهن السياسية او قرابتهن لموظفين إداريين كانوا في الدولة.
بحسب شهادات وردت في التقرير فسرعان ما يوجه السجانون الحوثيون تهمَ الدعارة للسجينات مستغلين البيئة المغلقة للمجتمع اليمني وعواقب انتشار مثل هذه التهم على أسر تلك النساء.
المنظمة في تقريرها أكدت أن "نساء معتقلات تعرضن للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية، مما دفعهن لمحاولة الانتحار".
سبق تقرير سام صيحات كثيرة من مخاطر ممارسات الحوثي في مناطق سيطرتها ضد اليمنيات، فقد شكل الحوثيون جهازا أمنيا خاصا بالنساء من مهامه اقتحام المنازل، واعتقال النساء، واستدراجهن.
تقرير سام أكد أنه رصد مواقع لاعتقال وإخفاء النساء، شملت أماكن مهجورة تستخدم للتحقيق والتعذيب النفسي، وبيوت مواطنين تم إجبار أصحابها على تركها، وأقسام شرطة تسيطر عليها ميليشيات الحوثي.
التهم الموجهة
وتلفق مليشيا الحوثي اتهامات كيدية للنساء اللواتي يتم اعتقالهن من المنازل أو اختطافهن من الشوارع، معظمها تتعلق بالتخابر مع دول التحالف العربي ، والعمل مع منظمات خارجية.
وأعتبر الناشط الحقوقي ياسر المليكي أن النساء من أكثر الفئات الاجتماعية تضررا وأشد بؤساً وأشد حرماناً بعد أربع سنوات ونصف من الصراع المسلح في اليمن، موضحا أن هذا الصراع أخذ من حياة وأمن واستقرار اليمنيين الكثير، وكان للنساء النصيب الأبرز من بين هذه الجرائم والانتهاكات وتداعياتها .
وأوضح المليكي خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء السبت (6يوليو/ تموز) إلى أن اسقاط صنعاء من قبل مليشيا الحوثي كان مفترق الطرق لبداية عهد الانتهاكات بحق اليمنيات، وبداية الانحدار لبقية الفئات الأخرى وللدولة اليمنية بشكل عام.
وحول أبرز الانتهاكات التي رصدها التقرير الذي أصدرته منظمة سام للحقوق والحريات، قال المليكي إلى أن التقرير كشف جانب معتم من الجرائم والانتهاكات التي وجهت ضد النساء اليمنيات من قبل جماعة الحوثي التي استقوت بقوة السلاح عليهن في منازلهن وفي مقرات أعمالهن وفي وقفاتهن الاحتجاجية، وحتى في مؤتمرات ثقافية ونسوية كما حدث لنساء الطائفة البهائية في العاصمة صنعاء.
ذكرى.. تجربة مريرة
وروت معتقلة سابقة أودعها الحوثيون السجن لقناة بلقيس تجربتها المريرة في معتقلات المليشيا، وقالت ذكرى عبدالله سعيد من مدينة الحديدة إن الحوثيين اتهموها بالتعاون مع التحالف العربي والشرعية.
ذكرى التي كانت تنشط في منظمة معنية بمساعدة النازحين جراء الحرب وصفت اعتقالها بأنه كان مؤامرة, موضحة أن مجندة كانت تعمل لحساب المليشيا الحوثية أوقعت بها حين اتصلت بها وأبلغتها بوجود نازحين وطلبت منها الحضور إلى شارع العمال في مدينة الحديدة وذلك لرصد حالات هؤلاء النازحين المفترضين, لكن عندما حضرت إلى المكان المحدد فوجئت بقوة من المليشيا تطوق المكان وتعتقلها.
وطبقاً لذكرى, فإن القوة التي اعتقلتها نقلتها إلى حجز البحث الجنائي حيث خضعت لتحقيق قبل أن تنقلها إلى السجن المركزي بالمدينة حيث أودعت في زنزانة انفرادية لمدة ثلاثة أيام.
وأضافت أن المحققين طلبوا منها الاعتراف بأنها ترأس خلية تخابر وظلوا يترددون على التحقيق المتواصل معها خلال 78 يوماً قضتها في المعتقل.
وفي ردها على سؤال بشأن ما إن كانت تعرضت للتعذيب في المعتقل, أشارت ذكرى إلى أنها شاهدت سجينات يتعرضن للضرب, ووصفت تعامل القائمين على إدارة السجن مع المعتقلات بالمتوحش والهمجي.
من جهتها, علقت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان, إشراق المقطري على الانتهاكات التي أوردها تقرير "سام" بحق المعتقلات في سجون المليشيا الحوثية بالقول إن الوقائع والأرقام الواردة في التقرير مفزعة، ووصفت المقطري, التقرير بالمهم.
وأثارت ممارسات مليشيا الحوثي وجرائمها بحق النساء موجة شديدة من الغضب والاستياء في أوساط اليمنيين، نظراً لما تمثله المرأة من رمزية مقدسة في العادات والتقاليد الدينية والقبلية.
وتزايدت مخاوف اليمنيين والمنظمات الإنسانية المحلية مؤخراً من انتهاكات مليشيا الحوثي ضد النساء بعدما كشفت تقارير إعلامية وحقوقية متطابقة وجود معتقلات سرية يستخدمها الحوثيون لإخفاء عشرات النساء بهدف ابتزاز أهاليهن لتحقيق مكاسب مادية.