يأتي هذا الهجوم بعد يومين من مداهمة قوة عسكرية لوكر تتحصن فيه عناصر مطلوبة أمنياً، يعتقد مراقبون ارتباطها بشبكات التهريب.
تحريض مستمر
مؤخراً شهدت عمليات الاغتيالات والتفجيرات تصاعداً ملحوظا في مناطق وادي حضرموت التي تتواجد فيها المنطقة العسكرية الأولى، التي لطالما كانت محل تحريض من قبل المجلس الانتقالي والمليشيات التابعة له، وبعض الشخصيات الداعمة له، وآخرهم نائب رئيس الجمهورية السابق خالد بحاح.
تتكثف عمليات الاغتيالات والعبوات الناسفة في المناطق التي تحاول الإمارات السيطرة عليها، هذا واقع خبره اليمنيون منذ أربع سنوات من سيطرة الإمارات على المناطق المحررة جنوب البلاد.
وهو ما أكده وكيل وزارة الشباب والقيادي الجنوبي شفيع العبد الذي كتب في تويتر أن "التفجيرات التي تستهدف الجيش في شبوة وحضرموت هي الوجه الآخر للطيران الذي قصف الجيش في أبين"، في إشارة واضحة لدور الإمارات في تقويض الأمن في المناطق التي ليست تحت سيطرتها كليا.
بشكل أو بآخر، فإن عمليات اليوم تشعل النار في حضرموت التي بقيت حتى اللحظة خارج سياقات الحرب، وتلقي بمزيد من التساؤلات عن الدور السعودي في اليمن، وكيف ستتعامل مع المستجدات؟
هدف مركزي
الإعلامي صلاح بابقي قال إن هناك هدف مركزي للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا من أجل توتير المناطق الجنوبية كلها، بدءاً من عدن، ثم ذهابه إلى شبوة وتم صده من هناك، ولاحقا بدأ يروج لخطاب تحرير المناطق الجنوبية الأخرى.
وأوضح بابقي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، إلى أن استهداف الضابط السعودي في حضرموت ليس الأول في المحافظات الجنوبية، ويأتي في سياق استهداف الجيش اليمني وللعناصر الأمنية للسلطة الشرعية.
متسائلا عن من يقف وراء استهداف الضابط السعودي ومرافقيه وما الهدف من ذلك، مشيرا إلى أن هناك أكثر من فرضية للإجابة على هذا السؤال، حيث يقول إن الفرضية الأولى: أن من يقف وراء هذا الاستهداف هو تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة، باعتبار محافظة حضرموت عانت من تنظيم القاعدة مسبقاً، والفرضية الثانية: أن المجلس الانتقالي هو من يقوم بهذه العمليات ضد عناصر الجيش اليمني، وكان يتعمد إصابة عناصر يمنية، وصادف الاستهداف وجود ضابط سعودي.
المحلل السياسي محمد بن علي جابر قال إن ما يحدث في حضرموت من فوضى تعود بسبب الخلاف بين السعودية والإمارات في المحافظة.
ويرى جابر أن الفوضى في حضرموت هي أحد مخططات الإمارات التي تدافع فيه عن مصالحها وعن نفسها، لافتا إلى أن ما يحدث في حضرموت هو خلط لهذه المصالح، وكل دولة من الدولتين تسعى وراء مصالحها.
محطة مفصلية
من جهته؛ المحلل السياسي ياسين التميمي قال إن مقتل قائد التحالف في وادي حضرموت يشكل محطة مفصلية في سياق المواجهة التي تدور هناك لفرض النفوذ، مشيرا إلى أن هناك خطة معلنة من جانب المجلس الانتقالي-وهو أداة سياسية من أدوات الإمارات-، بالإضافة إلى الأدوات العسكرية التي تتمثل في النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية والأحزمة الأمنية، مضيفا أن هذه الأدوات العسكرية تستخدمها الإمارات في فرض مخططها للنفوذ في المحافظات الجنوبية.
ويرى التميمي إلى أن هناك "نوع فريد من المواجهة بين الإمارات والسعودية بات يستهدف السعودية بشكل مباشر، وهو ما يعيدنا إلى محاولات أو تورط إماراتي باستهداف قيادات سعودية بارزة خلال الأعوام الأربعة من العمل العسكري الذي تقوم به الإمارات والسعودية ضمن تحالف ما يسمى دعم الشرعية".
مضيفا أن هناك محاولة "كسر عظم" للمحاولات السعودية الحثيثة لإبقاء نفوذ الجيش الوطني في وادي حضرموت وهو جيش مرتبط بأجندة السلطة الشرعية والدولة اليمنية، بالتالي الإمارات لا تريد للدولة اليمنية أن يبقى لها نفوذ في المحافظات الجنوبية.
لافتا إلى أن الإمارات بلغت في مخططها مرحلة متقدمة، مما جعلها تصطدم ليس فقط مع السلطة الشرعية وإنما مع ترتيبات ومخططات وأولويات السعودية، حيث أربكتها وأدخلتها في مأزق من خلال هذا الإسراع في تنفيذ أجندتها في تفكيك اليمن وجر التحالف إلى مهمة مختلفة تماما عن تلك التي أعلنها، وهي دعم الشرعية ودحر الانقلاب.
بابقي عاد ليقول بأن أوراق الإمارات أصبحت مكشوفة من خلال معاداتها للشرعية وخلافها مع السعودية قائدة التحالف.
يذكر أن عدد من الجنود السعوديين واليمنيين، بينهم ضابط سعودي برتبة عقيد، قتلوا، أمس الخميس، أثناء مهمة عسكرية في محافظة حضرموت شرقي البلاد.
وبحسب بيان صادر عن السلطات المحلية في حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الأولى بالجيش اليمني أكد مقتل خمسة عسكريين سعوديين -بينهم قائد قوات التحالف في مديريات وادي حضرموت العقيد بندر العتيبي- وذلك في هجومين منفصلين.