عشر دول بقيادة المملكة العربية السعودية شكلت تحالفاً لاستعادة الشرعية بطلب من الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي.
ظهيرة ذلك اليوم قال ناطق التحالف الضابط السعودي احمد عسيري إن القوات الجوية حققت أهدافها مع بداية أول خمس عشرة دقيقة وحصلت على سيطرة جوية.
كان تدخل التحالف العربي حدثاً غير متوقع ولا في حسبان أحد، خصوصاً مليشيا الحوثي وصالح، الأمر الذي قلب المعادلة رأسا على عقب.
أعلن التحالف أنه قضى على قوات الانقلابيين وأن مسألة انتزاع البلد باتت مسألة وقت لا أكثر.
للوهلة الأولى، شعر الكثير من اليمنيين أن هذا التدخل سينقذهم من جرائم مليشيات الحوثيين ونقمة المخلوع صالح.
إذ وبعد أقل من شهر من انطلاق عاصفة الحزم وتحديداً في الواحد والعشرين ما أبريل أعلنت دول التحالف العربي، انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عمليات إعادة الأمل.
وصفت بأنها مرحلة جديدة بعد أن حققت عاصفة الحزم معظم أهدافها.
توقع اليمنيون أن تنتهي الأزمة سريعاً، ويعود الاستقرار إلى اليمن وتمضي البلاد نحو استكمال العملية السياسية كما أعلن عن ذلك.
لكن أياً من ذلك لم يحدث، فأربع سنوات من تدخل التحالف العربي في اليمن يقف اليمنيون على بلد ممزق وأشد فقراً وحرباً.
أربع سنوات تزايد فيها عدد الضحايا وتفاقم الوضع الإنساني واتسع نطاق الانتهاكات وظهرت جيوش صغيرة وقوات منفلتة.
أربع سنوات تغيرت مهمة التحالف العربي وتحولت إلى أداة لإضعاف الشرعية وخلفت رئيساً لا يقوى على العودة الى عاصمة بلاده المؤقتة، وفقدت فيها مؤسسات الدولة قدرتها على إدارة شؤونها واستثمار مواردها وموانئها ومطاراتها.
نجحت مهمة التحالف العربي في منع إيران، عبر الحوثيين، من السيطرة على كلّ اليمن وقلبت المعادلة، لكنها لم تعد اليمن الى اليمنيين.
أربع سنوات تضاعفت فيها الأخطار المحيطة باليمنيين، وانتشرت فيها المليشيات المتعددة بعد أن كانت مليشيا واحدة وفاقم تأخر الحسم العسكري أوجاع اليمنيين.
قرابة 10 آلاف قتيل وستين ألف جريح حصيلة الحرب في اليمن بحسب منظمة الصحة العالمية. هذه الإحصائية حصيلة سجلات المستشفيات فقط حتى أواخر عام ألفين وثمانية عشر.
ضحايا التحالف لم يعودوا يبتعدون كثيراً عن ضحايا مليشيات الحوثي.
مدن مدمرة وأخرى مسكونة بالمليشيات والعنف والأوبئة.
حتى اللحظة لم تقم السعودية والإمارات بإعادة إعمار الخراب حتى ذلك الذي أحدثته طائراتها.
أربع سنوات تبدو نهاية الحرب في اليمن بعيدة المنال. تكرست فيها سلطة مليشيا الحوثي في مناطق نفوذها وظهرت في المناطق المحررة قوى تهدد بانهيار الشرعية وتلاشي الدولة.
فشلت السلطة ممثلة بالرئيس الانتقالي في إيجاد موضع قدم لها على الأرض.
ما أنتزعه التحالف من قبضة المليشيا بات يخضع لنفوذ الرياض وأبو ظبي، وباتت البلاد مسرحاً لصراع وأطماع الدولتين ومليشيات مدعومة من الخارج.
السعودية نشرت قواتها في المهرة تحت لافتة التحالف لاستعادة الدولة، لكنها تمهد لإنشاء أنبوبها النفطي الى البحر العربي، فيما نشطت الامارات عبر أدواتها للسيطرة على الموانئ وعلى الشريط الساحلي من أبين مرورا بعدن ولحج وتعز وصولا إلى الحديدة، كجزء من استراتيجية البلدين لتقسيم اليمن.
قال التحالف إنه قدم لليمن دعما بأكثر من ثمانية عشر مليار دولار، لكن اليمنيين لا يزالون يموتون جوعاً ويصارعون الأمراض والأوبئة ونقص الماء والغذاء ويتساءلون أين تلاشت كل تلك الأموال المعلنة على شاشات التلفزة.
ولاتزال جرائم الإرهاب والجيوش الصغيرة تعيث في الأرض فساداً وفوضى ورعباً في المناطق المحررة وتعيق حياة الناس.
أربع سنوات وهن العزم وفقد اليمنيون الأمل.