عدة أبطال تدور حولها حكاية الحرب اليمن، الحوثي من استولى على الحكم من جهة، والحكومة الشرعية من جهة ثانية والتحالف الذي يدعي دعم الشرعية ويعمل على تقويضها، وشعب يعد هو الممثل المجهول على المسرح اليمني، لا يأبه أحد بمعاناته من الأطراف المتحاربة إلا حين يريدون ميل الكفة الدولية لجانب دون الآخر، بينما يعاني هذا البطل الموت والجوع والمرض.
أما عن تفاصيل هذه الازمة الإنسانية فقد دمرت الحرب النظام الصحي، وهناك أقل من نصف المرافق الصحية تعمل في جميع أنحاء البلاد وتعاني من نقص في الموظفين والإمدادات والأدوية.
وهناك مليون يمني على الأقل مصاب بالكوليرا في أكبر تفشٍّ للمرض في التاريخ الحديث، 80% في المئة من السكان يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بينهم أكثر من 8ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم القادمة.
بينما دخلت ثلثي مناطق الجمهورية مرحلة ما قبل المجاعة أكثر من 3 ملايين شخص شردتهم الحرب ومع الاقتصاد المحاصر والمدمر تحذر الأمم المتحدة من أن خطر المجاعة يمكن أن يعرض 22 مليون شخص للخطر أي حوالي ثلاثة أرباع السكان.
ومع أن التحذيرات من خطورة الوضع مستمرة إلا أن الحال يبقى كما هو عليه في ظل استمرار الصراع في البلاد.
لكن بالرغم من كل هذه الأرقام المرعبة فالأزمة الإنسانية لا تقتصر على الفقر والجوع والأمراض والأوبئة بل تزداد سوءاً بالتزامن مع استمرار حرب طاحنة لا يعرف لها نهاية.