تسرب إجباري
لا يمتلك ابوبكر المال ليسدد الرسوم الشهرية لإدارة المدرسة، ووالده موظف لا يستلم راتبه منذ سنوات " كما يقول ابوبكر السهيلي لموقع قناة بلقيس.
ويضيف في كل مرة اشرح لهم ظروفي لكنهم يستمروا بطردي من الفصل ، ولا ادري كيف أو من اين اوفر لهم الفلوس ".
أبوبكر واحد من بين الاف الطلاب الذين لم تثنيهم الحرب وغياب الكتاب والمعلمين وظروف أسرهم الصعبة على مواصلة التعليم لكنهم يجدون أنفسهم مجبرين على التسرب من التعليم للتخلص من الإحراج والتهديد من الحرمان من الامتحانات والمضايقات التي يتعرضون لها بشكل يومي .
"لم نعد قادرين على مواصلة تعليم أبنائنا إذا استمرت إدارة المدارس بملاحقة الطلاب وطردهم من الفصول ، ونحن لسنا بخلاء كما يظنون لكننا لا نمتلك المال، ويكفي أننا نعاني الأمرين لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية" بهذه العبارات يوضح محمد الجماعي – والد خمسة تلاميذ – معاناته لـ " بلقيس".
ويقول: بدلا من مطالبة الحكومة بمرتباتهم أو الإضراب في بيوتهم يطالبون أولياء الأمور ويحرمون الأطفال من الدراسة .
التحدي الأكبر
دمرت الحرب الدائرة منذ أربع سنوات نسبة كبيرة من البنية التحتية للتعليم في اليمن من خلال استهداف المدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية في أماكن المواجهات أو لعدم توفر الكتاب المدرسي وغيرها من الإشكاليات التي أضرت بالتعليم.
إلا ان منظمة اليونيسيف ترى أن من بين أكبر التحديات التي تواجه العملية التعليمية حاليا توقف صرف مرتبات ثلاثة أرباع معلمي المدارس العامة في 12 محافظة لعامين دراسيتين مما ساهم في ارتفاع نسبة التسرب من المدرسة إلى 20%.
وتؤكد مصادر تربوية في وزارة التربية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بصنعاء أن فرض الرسوم الشهرية جعلت النسبة أكبر بكثير.
وتضيف المصادر - طلبت التحفظ عن هويتها - أن إجبار الطلاب على دفع رسوم شهرية إجراء غير قانوني وينافي مبادئ مجانية التعليم ويجعل التعليم الحكومي غير متاح للجميع خاصة في ظل الظروف المعيشية التي يمر بها أولياء الأمور ، ويتسبب في حرمان الكثير من الأطفال من حقهم في التعليم .
تحذيرات أممية
وفي حين يرى المصدر التربوي ان عدم دفع المرتبات من قبل الدولة أدى إلى فرض رسوم شهرية على الطلاب وعزز أسباب التسرب من الدراسة ، تحذر اليونيسيف في تقاريرها من ان استمرار هذا الوضع سيقوض العملية التعليمية لأكثر من 4.5 مليون طفل .
المعلمون لهم مبرراتهم لمطالبة أولياء الأمور بالرسوم الشهرية ، حيث يحتاجون إلى دفع إيجار المواصلات للحضور إلى المدارس ولديهم عائلات لها متطلبات ، وليس من العدل ان يدرسوا مجاناً.
كما يؤكد احمد العبادي _ مدير مدرسة – الذي يشدد على ضرورة تعاون إدارات المدارس مع الطلاب المعسرين وعدم التسبب بحرمانهم من الدراسة .
وتعد الرسوم الشهرية مسمارا أخر في نعش العملية التعليمية التي تحتضر منذ سنوات وتعاني من مشاكل وصعوبات يطول سردها لتقضي على ما تبقي من أمال لبناء جيل جديد قادر على النهوض ببلد انهكته الحرب والجهل