الدكتور عبدالمغني واحد من ثلاثة آلاف و70 حالة توفوا بالكوليرا منذ بداية 2017م حتى مطلع شهر ابريل الحالي فيما وصلت حالات الاشتباه مليون و500 ألف حالة بحسب إحصائيات وزارة الصحة التابعة للمليشيا والتي أعلنت حالة طوارئ لم تصاحبها اي إجراءات عملية على أرض الواقع .
استغلال الكارثة
" مليشيا الحوثي حالت دون وصول لقاح الكوليرا الذي سينقذ الملايين إلى صنعاء، وتستغل الوباء لكسب التعاطف العالمي في حربها مع التحالف ، وللحصول من المنظمات الدولية على مطالب وامتيازات خاصة ، كما روجت ان اللقاح غير فعال ويضر بالأطفال، والتطعيم خطة أمريكية – إسرائيلية لاستهداف اليمنيين" بحسب ما كشفه تحقيق صحفي نشرته وكالة الاسوشيند برس مؤخراً.
وأكد التحقيق أن المنظمات وافقت على طلبات الحوثيون وزودتهم بـ 45 سيارة إسعاف ومعدات طبية استخدموها لصالح مقاتليهم في الجبهات.
لكن الدكتورة غادة الهبوب مديرة البرنامج الوطني للتحصين تؤكد أن رفض وزير الصحة - الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي - للقاح كان بهدف الضغط على المنظمات لتنفيذ تدخلات أخرى تساهم في الحد من الوباء وعدم الاكتفاء بالتطعيم والترويج بأنها قامت بإنجازات عظيمة تستدر من خلالها الأموال باسم اليمن بحسب ما تقول لـ " قناة بلقيس ".
"إلغاء تصاريح العمل ومنع المنظمات الدولية من التحرك بين المحافظات تعد أبرز وسائل الضغط لتمرير مطالب الحوثيين بتوظيف كوادرها للإشراف على عمل المنظمات والحصول على أطنان الأدوية المجانية وبيعها في الأسواق" هذا ما يؤكده توجيه عبدالعزيز الديلمي وكيل وزارة الصحة التابعة للحوثيين الصادر بتاريخ 9 يناير 2018 لمدراء مكاتب الصحة بمنع 35 منظمة إنسانية عاملة في مجال الصحة من الحركة بين المحافظات والمديريات إلا بعد اشرف وزارة الصحة على أنشطتها والترخيص لكوادرها وأدويتها ومعداتها .
لقاح نادر
لقاح الكوليرا احد الإجراءات الوقائية ويعطى كجرعتين في الفم تفصلهما ما بين شهر إلى ستة أشهر، لكنه نادر عالميا لأن الشركات لم تعد تنتجه لإختفاء المرض، ولم تصل إلى صنعاء سوى 2 مليون ونصف جرعة تبقى في مخازن الوزارة مليون و400 ألف وهي غير كافية لتطعيم ثلاث مديريات. كما تقول الدكتورة الهبوب.
وتوضح الهبوب بان الكوليرا أو ما يسمى بمرض" الأيدي المتسخة" التي تعد مديريات معين والسبعين والوحدة وشعوب الأكثر تضرراً منها في صنعاء يمكن مكافحته بتدخلات أخرى كالنظافة الشخصية وعدم استخدام المياه الملوثة والري بمياه المجاري أو التبرز في الأماكن المفتوحة، وتحذر من أن أخطر العدوى تكون من أشخاص حاملين للكوليرا ولا تظهر عليهم الأعراض.
"هناك 11 مركزا طبيا لمعالجة الكوليرا و10 زوايا إرواء بأمانة العاصمة افتتحتهم وزارة الصحة بدعم من المنظمات الدولية، وتمتلك المراكز التجهيزات الكافية وتقدم خدماتها لآلاف الحالات وما زلنا نسعى حاليا للتوسع في عدد المراكز" هذا ما يؤكده الدكتور خالد المؤيد مدير عام الترصد الوبائي بوزارة الصحة لـ " بلقيس " .
ويشر المتحدث ذاته بأن مرض الكوليرا بدأ بالانحسار وقلت عدد الحالات عن ما كانت عليه بداية العام الجاري بفضل تضافر جهود الوزارات والمؤسسات المختصة.
معلومات مغلوطة
طوال الفترة الماضية أشارت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأصابع الاتهام إلى محطة معالجة الصرف الصحي، وبأن توقفها عن العمل يمثل المصدر الأساسي في انتشار الوباء.
يستغرب عبدالسلام الحكيمي الوكيل المساعد بوزارة المياه والبيئة الخاضة لسيطرة مليشيا الحوثي من تداول هذا الطرح ويقول لـ " بلقيس " ليس صحيحاً توقف محطة معالجة الصرف الصحي، والمحطة تعمل بشكل متواصل وتزود بالكهرباء عبر التوليد الذاتي والمولدات التجارية والمحطة الحكومية .
صممت المحطة للعمل لـ 25 عاما ويتجاوز عمرها حاليا 30 عاما لكنها ما تزال تعمل بشكل جيد وتعالج 42 ألف متر مكعب يوميا على الرغم من الزيادة الكبيرة للحمل العضوي مقارنة بكمية الماء الناتج عن تقليل واقتصاد المواطنين استخدام المياه بسبب الفقر والظروف المعيشية، بحسب الحكيمي
ويحمل الحكيمي مسئولية الري بمياه الصرف الصحي بعض المزارعين الذين يقومون بالاعتداء على المياه قبل وصولها إلى محطة المعالجة ويتم إجراء عقوبات ضدهم عند وصول البلاغات والتحقق من الشكوى.
ويضيف"مخلفات مراكز معالجة الكوليرا تمثل إشكالية إضافية تساهم بانتشار الوباء، الكوليرا صارت شبح يقلق راحة الناس في صنعاء ومحافظات أخرى والخوف من العدوى هاجس يصيب الجميع بالذعر والتوجس من كارثة لا يعلمون متى ستقتحم المنزل وتحول الحياة إلى كابوس جديد".