وشككت أطراف يمنية في الدوافع التي أعلنتها الإمارات، لسحب قواتها من اليمن، وقالت إن أبو ظبي لن تتخلى عن دورها في اليمن، وأنها ربما تغير من تكتيكاتها بهدف إثارة المزيد من الفوضى، وإطلاق يد الجماعات والتشكيلات التي تركتها في البلاد للتخلص من التبعات والمسؤولية السياسية اللاحقة.
وكانت وكالة الأنباء "رويترز" كشفت في 28 يونيو الجاري عن سحب السلطات الإماراتية جزءاً من قواتها في اليمن، بسبب ارتفاع حدة التوتر في منطقة الخليج بين إيران والولايات المتحدة، بعد استهداف سُفن نفط إماراتية وسعودية ونرويجية قرب ميناء الفجيرة الإماراتي في مايو الماضي واستهداف سفن الشهر الجاري في بحر عُمان وإسقاط إيران لطائرة أمريكية دون طيار أقلعت من أبوظبي.
ومنذ أعلنت الإمارات عن خطتها بسحب قواتها من اليمن، والتكهنات لم تتوقف، بشأن دوافع هذه الخطوة وتوقيتها، وما إذا كانت تشير إلى خلاف بين أبو ظبي وحليفتها القوية الرياض، بعد تدخلهما في الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015.
وحول المخاوف والتأويلات التي صاحبت الانسحاب الشكلي للإمارات من اليمن، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة فيصل الحذيفي أن الانسحاب الإماراتي "قائم على تفاهم غير معلن بين السعودية والإمارات لأهداف خاصة تخص الدولتين، ولا غرابة في هذا الانسحاب؛ لأن الإمارات تدخلت تحت موافقة السعودية".
ورأى الحذيفي من وجهة نظر قانونية أن السلطة الشرعية في اليمن استدعت السعودية للتدخل بمفردها، وبالتالي هي الدولة التي تحظى بشرعية هذا التدخل.
"تركة الإمارات"
وأضاف الحذيفي خلال حديثه للبرنامج الأسبوعي "فضاء حر" على شاشة بلقيس مساء أمس، أن السعودية لم تكن تثق بقدراتها في التدخل بحرب اليمن، فشكلت ما سمي بالتحالف، وتدخلت الإمارات تحت إطار هذا التحالف بموافقة سعودية، لكنها فيما بعد اصبحت الركن الأساسي في التحالف والأكثر حضورا في الجبهات وفي التدخل المباشر على القرار السياسي والعسكري.
واعتبر الحذيفي الحديث عن الثقل الذي ستتركه الإمارات على السعودية بعد انسحابها من اليمن بأنه لا ينسجم مع مسار الأحداث، باعتبار الرياض هي التي أتت بأبو ظبي بتفاهم وأهداف خاصة، ولذلك فأن الانسحاب الإماراتي من اليمن سيكون بنفس المسار، أي أنه قائم على تفاهم غير معلن بين الدولتين.
"الإمارات أنقذت اليمن"
وفي المقابل، قال الخبير العسكري السعودي زايد العمري إن السعودية والإمارات لم تأت لاحتلال اليمن حتى يقال إنها انسحبت، بل كانت مهمة الدولتين "انقاذ اليمن من براثن الإيرانيين والحوثيين".
وأوضح العمري أن ما حدث ليس انسحابا وإنما تبادلا للأدوار بين الإمارات والسعودية والجيش اليمني والمقاومة، نافيا أن يكون هناك خلافا بين الرياض وأبو ظبي.
وأوضح العمري أن ما حدث ليس انسحابا وإنما تبادلا للأدوار بين الإمارات والسعودية والجيش اليمني والمقاومة، نافيا أن يكون هناك خلافا بين الرياض وأبو ظبي.
ودافع العمري عن دور السعودية والإمارات في اليمن، مشككاً في التقارير الصحفية العالمية التي تحدثت عن الانسحاب الإماراتي من اليمن.
وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت في اليمن المطالبات بطرد دولة الإمارات من التحالف، بسبب استمرارها في دعم تشكيلات عسكرية خارج إطار الحكومة اليمنية، ومحاولتها السيطرة على المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد عبر هذه التشكيلات.
ومن غير المعروف عدد القوات الإماراتية الموجودة في اليمن منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في الصراع اليمني عام 2015 في مسعى لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي أطاحت بها ميلشيات الحوثي عام 2014م.