الدوافع والمبررات
تأتي أعمال الفوضى والعنف المناطقي هذه بعد حادثتين هزتا العاصمة المؤقتة عدن، وأثبتت فشل الأجهزة الأمنية الرسمية وغير الرسمية، وبدت المدينة مكشوفة لخصومها رغم مرور أربع سنوات على تحريرها، وسيطرة أبو ظبي والرياض عليها أمنياً وعسكرياً.
مراقبون قالوا أن هذه الممارسات تهدف لإلهاء الرأي العام عما يعتقد أنه اختراق أمني وفشل كبير أدى الى مقتل نحو 50 عسكرياً وجرح العشرات، وهروباً من استحقاقات تساؤلات ساكني المدينة عن جدوى استمرار الصراع داخل عدن، وتجاهل توفير احتياجات الحياة والأمن.
مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي قال إن ما حدث بعد جريمة استهداف معسكر الجلاء بعدن من انتشار للمليشيات والإعتداء على أبناء المحافظات الشمالية من البسطاء من الناس وأصحاب البسطات والمحلات ومن يعيلون أسرهم جرائم تهجير قسرية لا بد أن تتوقف، لافتاً إلى أن ما يحدث في عدن وصمة عار في جبين كل يمني وليس فقط في الجنوبيين.
وأضاف الرحبي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء أمس السبت، إلى أن من يقومون بهذه الأعمال لا يمثلون الجنوب، وإنما هم شرذمة ومجموعة لبست لبس سياسي وعسكري، وبالتالي لا يحق لهم التحكم في الجنوب، لافتاً إلى أن السكوت على هذه الجرائم وعدم إيقافها من قبل الحكومة الشرعية ستتكرر على الجميع.
وأوضح الرحبي إلى أن هناك إشكالية يجب الاعتراف بها وهي أن عدن ليست تابعة للشرعية، ومن يسيطر عليها هي مليشيا وعصابات تابعة لدولة الإمارات وهي التي تتحكم بهذه المليشيات وتقدم لها الدعم المالي والعسكري.
من جهته؛ قال عبدالله النعماني أن هناك "تجريف" للضمير الإنساني يمارس ضد أبناء المحافظات الشمالية في عدن، مشيرا إلى تعرضه لحملة تحريض واتهامات واسعة بسبب صرخة أطلقها ضد الممارسات التي تطال أبناء الشمال في عدن.
وأضاف النعماني-وهو خطيب أحد المساجد في عدن- أن عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الشمالية يعانون من العنصرية والتجريف والإذلال والإهانة في عدن.
وبحسب النعماني؛ فإن هذه الممارسات هي ثمار عمليات الاغتيالات التي طالت العشرات من الدعاة والخطباء في مدينة عدن قبل سنتين من الآن؛ لأن العلماء والدعاة هم خط الدفاع الأخير عن الناس مثلما كانوا خط الدفاع الأول عن عدن ضد المليشيات الحوثية.
أهداف خفية
من جهته قال الباحث في الشأن السياسي محمد السعدي أن ما يحدث في عدن من عنف وممارسات له أيادي خارجية تريد العبث بأمن العاصمة عدن، مضيفا أن هذا الخطاب والممارسات يراد منه عدة أهداف، ومن ضمن هذه الأهداف تمييع ما حدث في معسكر الجلاء وقسم شرطة الشيخ عثمان، وما حدث في مديرية المحفد بأبين، حيث أصبح حديث الناس حول هذه الممارسات وحملات التحريض، ونسوا ما حدث من جرائم.
ويتمثل الهدف الثاني من هذا الخطاب-بنظر السعدي- أن تكون عدن في حالة من الاضطراب الأمني لتظهر الشرعية في حالة من الضعف، وهذا يخدم في المجمل جماعة الحوثي والمشروع الإيراني.
وذهب السعدي بالقول أن هناك خطاب تحريضي مناطقي مصدره مراكز إعلامية تابعة لجماعة الحوثي وإيران وهي من تشرف على هذه المراكز وتدير صفحات بأسماء مزورة، مبرئاً المجلس الانتقالي وقياداته والإمارات من هذه الخطاب، كونه لم يصدر بيانا واضحا حيال ذلك.
وخلافا للطرح السابق، قال الرحبي إن الواقع واضح، وهو أن هناك "مليشيا تابعة للمجلس الانتقالي وهناك خطاب تحريضي من قبل الإرهابي هاني بن بريك، ومن عيدروس الزبيدي، ومن كل القيادات التابعة للإمارات والمرتبطة بالمجلس الانتقالي، بالتالي من يقوم بهذه الحملة هم مجموعة من هذه العصابات والمليشيات التابعة للنخب وللحزام الأمني".
لافتا إلى أن هناك خطاب تحريضي عنصري ضد كل ما هو شمالي منذ تحرير عدن من مليشيا الحوثي قبل أربع سنوات.