تمضي مخططات الحلفاء على قدم وساق، لمسابقة الزمن والوصول إلى نقطة النهاية، وهي يمن مفكك وبلا مستقبل
فهل سينجح تحالف أبو ظبي/الرياض بمهمته، وهل سينجو من تبعات فعلته؟
قصف المهرة
أطلقت طائرات الأباتشي السعودية السبت الماضي قذائف باتجاه مناطق سكانية في قرية العبري بالغيظة مركز محافظة المهرة، حيث قامت الطائرات الحربية السعودية بتحليق مكثف وأطلقت عدد من الصواريخ بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان بطريقة عشوائية، في ظل مساعي الرياض للسيطرة على ثاني أكبر المحافظات اليمنية.
مسؤول التواصل الخارجي لاعتصام المهرة أحمد بلحاف قال إن القصف السعودي الذي طال منطقة العبري بمدينة الغيظة مؤخرا بشكل عشوائي ليس الأول من نوعه، حيث سبق وشن الطيران السعودي قصفا مماثلا في مديرية شحن قبل أشهر.
وأوضح بلحاف في حديثه لبرنامج المساء الميني أمس الأحد أن ذلك يأتي ضمن خطط السعودية في استمرار التدخلات والتجاوزات التي تقوم بها قواتها في محافظة المهرة بالتواطؤ مع مليشيا يقودها محافظ المحافظة راجح باكريت المتمرد على الشرعية.
ورفض بلحاف بيان صادر عن المركز الإعلامي لمحافظة المهرة قال فيه إن قصف الطيران بمنطقة العبري طال "مخربين"، لافتا إلى أن محاولة إلصاق تهمة الإرهاب في محافظة المهرة محاولة يائسة وليست الأولى من نوعها، مضيفا أن المحافظ باكريت سعى في أكثر من موقع وقناة فضائية إلى إلصاق تهمة الإرهاب بمحافظة المهرة وهي بريئة وبعيدة من هذه التهم.
وأردف إلى أن هناك توجه سعودي عبر راجح باكريت والمليشيات التابعة لها للانقضاض على مؤسسات الدولة في المهرة من خلال دعم وإنشاء تشكيلات وتكوينات عسكرية لا ترتبط بأجهزة الدولة الشرعية الأمنية والعسكرية، وتحاول من خلالها خلق واقع جديد في المحافظة أشبه بالواقع التي خلقته الإمارات في عدن من اعتقالات وقتل واختطاف.
المهرة وعدن
وحول ما إذا كان هناك علاقة للتصعيد السعودي في المهرة وبما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية من أعمال عنف، قال بلحاف أن للسعودية دور وعلاقة بالدرجة الأولى، مردفاً أن السعودية والإمارات تلعبان على المكشوف من خلال أطماع خارجية لهذه الدول والتي تسعى لتحقيقها على حساب السيادة اليمنية والدم اليمني.
وبشأن إصرار السعودية على التواجد في المهرة، أوضح بلحاف إلى أن السعودية تتوسع في المهرة لتنفيذ أجندتها الخاصة والتي تتمثل في مطامع اقتصادية وجغرافية ليست وليدة اللحظة، تطمح من خلالها لفتح منفذ لها على البحر العربي ومد أنبوب النفط.
وعن صمت الشرعية على ما يحدث في عدن والمهرة، قال بلحاف إن هذا الصمت يزعج أبناء المهرة، وأن دل هذا الصمت على شيء فهو يدل على أن الشرعية وقياداتها ورموزها مختطفون بشكل واضح من قبل دول التحالف، مشيرا إلى أن هذا الصمت أصبح وصمة عار لا يمكن القبول به.
وبخصوص الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، قال الناشط السياسي والحقوقي البراء شيبان أن المجلس الانتقالي يعتبر أسوا ممثل للقضية الجنوبية وأسوا حامل لهذه القضية الحقوقية، حيث استطاع بسرعة بالغة إلى حرف مسار كان من الممكن أن تتوحد فيه الجهود اتجاه جماعة الحوثي، وبدأ الكل يشعر بأن الخلاص من جماعة الحوثي ضرورية حتى يأمن اليمنيون شمالا وجنوبا.
وأضاف شيبان إلى أن قيادات المجلس الانتقالي قامت بلحظة واحدة عكس ذلك وحرفت المسار وقامت بتحريض المجتمع ضد بعضه.
والمشكلة هنا - بحسب شيبان - ليست في الأفراد أو شخص هنا وهناك قام بممارسات أو انتهاكات، بل بقيادات في المجلس الانتقالي قادت خطاب تحريضي، يتوجب محاكمتهم على هذا الخطاب.
ولفت شيبان إلى أن الوضع الأمني في عدن بحاجة إلى توحيد القرار، لأنه لا يمكن أن تدار المسألة الأمنية بعدن بمليشيات وجماعات ليست لديها وحدة قرار.
وشدد شيبان على أن المملكة العربية السعودية لا تمتلك رفاهية في اختيار الدخول في المعركة من عدمها، فهي إما تدعم السلطات الشرعية اليمنية وإلا فإنها سوف تعاني من فترة عدم استقرار طويلة على حدودها الجنوبية مع مليشيات الحوثي.
نائب رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي مدرم أبو سراج قال إن الانفلات الأمني بمحافظة عدن "انفلات موجه ومفتعل"، لافتا إلى أن الحراك الجنوبي رفض ويرفض استخدام العنف بكل أشكاله منذ انطلاقه في العام 2007.
وأضاف مدرم إلى أن هناك قوى دعمها التحالف ومدها بالسلاح وهي لا تتبع الحراك الجنوبي وإنما مليشيات تنتهج العنف وتسيء للحراك الجنوبي.
مشيراً إلى أن الاحداث الأخيرة في عدن وما رافقها من ممارسات بحق أبناء الشمال وطردهم من المدينة هي لتغطية حادثة معسكر الجلاء عبر توجيه من قيادات من التحالف والمجلس الانتقالي.
وبشأن تساءل هل الإمارات والسعودية تمشيان في خطين متوازيين بأهداف معينة في اليمن، رأى مدرم عكس ذلك، حيث بدأ الانشقاق بين توجه الدولتين منذ فترة، بحسب مدرم.