هتافات غاضبة وحزينة أطلقها ألاف اليمنيين في محاولة لاطلاع الرأي العام العالمي على ما ترتكبه الإمارات من جرائم في بلادهم.
هذه الدعوات التي وجهها اليمنيون الى المجتمع الدولي للوقوف في وجه استهتار التحالف بأرواح اليمنيين وسيادة بلدهم هل يكون لها صدى في الأروقة الدولية ؟ وهل تصل أصواتهم مسمع العالم؟
مزاج خليجي
بات الجميع يعرف أن الإمارات هي من حالت دون تحقيق أي مكاسب عسكرية على الأرض، وأنها قصفت الجيش الوطني وقدمت مساعدات عسكرية لمليشيا الحوثي.
يرى اليمنيون أن ما حدث تم بإرادة السعودية، وأن لا رغبة للتحالف بتحرير اليمن من المليشيا، فلا جيش للدولة ولا سيادة إذا ما ضل اليمن مرهوناً بالمزاج الخليجي.
الضابط اليمني المستقيل من شرطة دبي مهيب نصر قال إنه قدم استقالته من شرطة دبي قبل أيام بعد الجريمة التي أرتكبها الطيران الإماراتي بحق أفراد الجيش الوطني وراح ضحية ذلك نحو 300 جندي في محافظة أبين أواخر شهر أغسطس الفائت.
وأضاف نصر، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء أمس، إلى إنه يجب على اليمنيين أن يكونوا ذا إرادة صلبة من أجل رفع النير عن الوطن الذي أصبح ممزق ما بين الحوثيين والتحالف.
الناشط الحقوقي والسياسي لبيب ناشر قال إن الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الجالية اليمنية بنيويورك أوصلت رسالة إعلامية قوية، وهي تدشين لمرحلة قادمة من الحراك السياسي القوي في الولايات المتحدة سيعمل من خلالها اليمنيين الأمريكيين على طرق كل الأبواب لأصحاب القرار وأعضاء الكونجرس وكل أصحاب القرار في أمريكا.
وأوضح ناشر إلى أن كل ما سيقوم به اليمنيين هو كشف الوجه الحقيقي الآخر للإمارات والوجه المناقض للوجه الذي يعرفه العالم والمجتمع الأمريكي، لافتا إلى أن ظهور الوجه الآخر للإمارات سيؤثر كثيراً على سمعتها؛ لأنها دولة قائمة على السمعة.
ودعا نصر، وهو من ضمن الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الجالية اليمنية في إسطنبول، اليمنيين إلى التوحد وتكاتف الجهود في دول العالم لرفع صوت بلادهم والعمل بما لا تستطع فعله الشرعية.
انقلاب الامارات
الناشط ناشر لفت إلى أن الشرعية ليست الخيار الأفضل، لكنها الخيار الوحيد لليمنيين الذي يجب عليهم التمسك به باعتبار الشرعية آخر حائط صد أمام أهداف الانقلاب الحوثي وإيران، وآخر حائط صد أمام أهداف الانقلاب الانتقالي المدعوم من الإمارات.
مشيرا إلى أن الإمارات انقلبت على كافة القرارات الأممية ومجلس الأمن، وجاءت لتدمر النسيج الاجتماعي وخلق صراع مناطقي فوق الصراع الطائفي الموجود في اليمن.
وأوضح الضابط نصر إلى أن الإمارات لديها أطماع واضحة، وترى أنه بمقدورها التغيير والتبديل وجعل من دولتهم امبراطورية صغيرة في الشرق الأوسط كمدخل اليمن، مؤكدا أن الشعب اليمني لن يقبل بهذه الغطرسة مهما كان الضعف والانكسار.
وعن التجاوب من قبل صناع في أمريكا مع الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الجالية اليمنية، قال ناشر أن الوقفة بداية لحراك سياسي قادم سيطرق من خلاله جميع الأبواب، متوقعا تجاوبا وردود أفعال ايجابية طالما هناك إظهار للحقائق.
من جهتها؛ مسؤول الملف السياسي في شبكة نساء من أجل اليمن سمية الثور قالت إن مطالب الجاليات اليمنية في الخارج واحدة وواضحة، سواء نفذت في برلين أو نيويورك أو اسطنبول، وهي مطالب أساسية تتمثل في مساندة الشرعية في صد العدوان الجديد من قبل الإمارات، لافتتا إلى أن دولة الإمارات اتخذت الأسلوب العدواني الشرس على الشعب اليمني من خلال الطرح الإعلامي والهجمات العسكرية.
وبخصوص موقف الشرعية الباهت من جرائم الإمارات بحق أفراد الجيش الوطني، أشارت الثور إلى أن الشرعية اليوم في وقت لا يمكنها من اتخاذ قرارات ورئيس الجمهورية ورئيس حكومته والحكومة في حالة اعتقال بالرياض ولا تستطيع اتخاذ أي قرار بسهولة.
وعن أثر الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها الجاليات اليمنية في الخارج، قالت الثور إنه من بداية الحرب لا أحد يتكلم عن دولة الإمارات في أي منبر إعلامي أو سياسي بعكس السعودية التي تلقت كل الفشل الذريع في هذه الحرب، بالتالي غُيبت الإمارات عن المشهد حتى وصل بهم الحال إلى أتهام الشرعية بأنها تحمي الإرهاب.
وفيما يخص اتفاق السعودية والإمارات في اليمن، يرى نصر أن الرياض وأبوظبي متفقتان في اليمن وما يحصل فيها، والإمارات هي المخلب الحقيقي للسعودية وهي التي تعمل كل هذه الأمور عيانا بيانا وعلى مرأى ومسمع من العالم، مستعربا ممن ينتظر من السعودية موقفا رغم أن موقفها واضح ومتجلي.