كانت الحرب قد صارت اعتياداً وبدأ اليمنيون في التآلف معها وأغفلوا حصر خسائرهم وبدا وكأن العالم قد تجاهل المأساة.
في يناير 2018 تفجر الوضع عسكرياً في عدن جراء محاولة انقلاب قادتها مليشيا المجلس الإنتقالي المدعوم اماراتياً على الحكومة الشرعية.
سيطرت قوات الانقلاب على عدد من الاحياء والشوارع حينها وطوقت القصر الرئاسي في المعاشيق وسط تغطية من طائرات الامارات وبدا الانقلاب مكتمل الأركان وأوشك الرئيس هادي على خسارة معركته الثانية.
لكن الرياض تدخلت في اللحظات الأخيرة لإحتواء التصعيد والوقوف في صف الشرعية او هكذا بدا للجميع.
لم يكن ذلك ختام الصراع في عدن, فخلال العام واجهت حكومة بن دغر صراعاً وجودياً في العاصمة المؤقته قبل أن تشهد محاولة انقلاب ثانية في اكتوبر من نفس العام قدم خلالها عدد من الوزراء استقالاتهم جراء سلوك الامارات مع اليمنيين ورئيسهم.
في شهر مايو تصاعدت حدة الأزمة بين الشرعية والإمارات حيث قدمت الحكومة اليمنية شكوى لمجلس الأمن عقب سيطرة القوات الإماراتية على المواقع الحيوية في أرخبيل سقطرى.
إنحراف التحالف العربي عن اهدافه كان احد ابرز أحداث العام 2018 حيث شهدت عدد من المدن اليمنية احتجاجات واسعه منددة بالتحالف وتغير اهدافه المعلنة ليصبح عائقاً أمام استكمال تحرير البلاد ودعم مشاريع انفصالية ودعم جماعات تعمل على تقويض الدولة وكشفت الدولتان عن اطماع لم تعد خافية على احد.
في منتصف اكتوبر أطيح بالدكتور أحمد عبيد بن دغر من رئاسة الحكومة واحالته للمسائلة القانونية وخلفه الدكتور معين عبدالملك، وفي نوفمبر عين هادي محمد المقدشي وزيرا للدفاع بعد أكثر من ثلاثة سنوات من شغور هذا المنصب .
كانت أزمة انهيار العملة, و المجاعة القاسية قد ضربت البلاد وتداعت التحذيرات من تفاقم الوضع في البلاد.
وخلال 2018 حضرت اليمن في الأجندات الدولية حيث أعلن مجلس الامن الدولي في الخامس من فبراير موافقته على تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن خلفاً لإسماعيل ولد الشيخ احمد.
في الـ 13 من يونيو شنت قوات التحالف والجيش المساند للشرعية عملية عسكرية على مدينة الحديدة وفي نفس اليوم طلبت بريطانيا اجتماعا عاجلاً لمجلس الامن لمناقشة أحداث الحديدة
بعد ذلك بيومين دعا مجلس الأمن لإبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً رغم العمليات العسكرية المحيطة به أعقبه تنسيق اممي لإخضاع الميناء الى الوصاية الأممية.
بعد سلسلة من الاخفاقات الاممية في عقد مشاورات السلام كان اخرها في جنيف في الثامن من سبتمبر استضافت ستوكهولم في السادس من ديسمبر محادثات اعلن في ختامها التوصل الى اتفاق تبادل الاسرى وهدنة في مدينة الحديدة بإشراف فريق أممي لمراقبة وقف اطلاق النار.
في الـ 12 من ديسمبر صدر قرار مجلس الأمن رقم ألفين وأربعمائة وواحد وخمسين حول اليمن يدعم اتفاق السويد حول اليمن، ويتيح نشر قوات مراقبة أممية.
وفي الـ26 من ديسمبر، بدأ في مدينة الحديدة اليمنية أول اجتماع للجنة الأممية بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كامرت التي تضم طرفي النزاع اليمني والأمم المتحدة.
وهكذا يودع اليمنيون 2018 بجراح وأوجاع كثيرة لكنها لا تخلو من آمال وتطلعات لما يحمله لهم عامهم القادم.