لكن وكأن التحالف والشرعية تخليا عن فكرة تحرير البلاد واستعادة الدولة فقد انتهى العام 2018 دون تحقيق منجز عسكري يذكر إلا من بعض المناطق التي انتزعت من قبضة المليشيا وشكلت أحداثها خارطة العمليات العسكرية خلال العالم.
شهدت البيضاء والجوف وصعدة وحجة وتعز والضالع معارك كر وفر سيطرة فيها قوات الشرعية على قرى ومربعات عدة لكنها ظلت غائبة عن العمل العسكري بدافع التحرير أو هكذا أريد لها.
الحدث الأبرز في العمليات العسكرية كان من صييب الساحل الغربي والحديدة حيث أعلن عن إنطلاق عملية عسكرية محدودة النطاق للسيطرة على الحديدة تمكنت خلالها قوات الشرعية والتحالف من استعادة عدد من المناطق والأحياء وصولاً الى المطار وكيلو 16 وعدد من شوارع المدينة.
قبل أن يتوقف مسرح العمليات العسكرية ويعلق الهجوم لإفساح المجال للوساطة الأممية ودخول مراقبين دوليين إلى ميناء الحديدة عقب مشاورات السويد.
لا يبدو أن الملمح العسكري لعام أفل يحمل رصيداً يرضى اليمنيين، خصوصاً بعد أن تماهت إرادة الشرعية مع قرار التحالف وتراجعت أحلام اليمنيين من تحقيق نصر ناجز الى حماية ما تبقى من البلاد من أطماع الحلفاء انفسهم.
ترهل مشروع التحرير ،حمل معه اخفاقات كثيرة ، اتهامات للجيش بالفساد ، بدأ من التعيينات والأسماء الوهمية ، وفساد التموين وصفقات السلاح.
إذ واجهت قيادات الجيش اتهامات كثيرة منها تسجيل مائة وعشرين ألف جندي وهمي في مأرب وحدها، ما فتح الباب إلى ملفات فساد أخرى كما يرى مراقبون وكان الجيش اليمني قد أعلن أواخر شهر اكتوبر انه يواجه نقصاً حاداً في الغذاء والتموين.
يقول مراقبون أن لغياب الرقابة والمراجعة أثراً بالغا في تفشي الفساد المالي والإداري في أوساط الجيش اليمني وأن المحسوبية لاتزال تسيطر على قرار المؤسسة العسكرية لكن ماعانته المؤسسة العسكرية يتجاوز ذلك.
ففي جنوب البلاد شاب المؤسسة العسكرية اختلالات كبيرة إذ برزت تشكيلات ومليشيات لا تخضع للقيادة العسكرية ولا تخضع للدولة، تتلقى دعمها مباشرة من دول في التحالف العربي وصفتها تقارير دولية أنها تعمل على تفتيت الدولة وتقوض سلطتها.
أما في شمال البلاد فقد جرى الحديث عن ألوية تقوم على العصبوية والمناطقية و في غرب البلاد فقد برزت ألوية كالعمالقة وقوات طارق، وهي قوات لا تزال محاطة بالكثير من الغموض حول ولائها العسكري.
يعيش اليمنييون حالة عنف وفوضى أمنية جراء انتشار السلاح والقوات المنفلتة غير النظامية ناهيك عما وصف بعسكرة الحياة وتوقف العمل المدني على حساب تجييش العسكر.
وكانت المؤسسة العسكرية قد شهدت عدداً من التعيينات، منها تعيين وزير جديد للدفاع بعد أكثر من ثلاث سنوات على أسر وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي ، وتعيين رئيس لهيئة الأركان العامة.
ينقضى العام 2018 والملف اليمني واقع في مأزق المهاترات الدولية، يخوض صراعاً متعدد الأقطاب يؤثر على معادلة الصراع العسكري.
خصوصاً بعد أن خسر التحالف أكبر حلفائه وأوراقه، بدءاً من إنسحاب ماليزيا من التحالف العربي في أواخر مايو ودعوة الكونجرس الأمريكي لوقف الدعم العسكري للسعودية، كما أعلنت بلدان مثل ألمانيا وهولندا وقف بيع الأسلحة للسعودية.