ومع أن زيادة الضغط تسبب ببعض الاشكالات، خصوصا في ظل رداءة إدارة المنفذ في الجانب اليمني، إلا أن تصرفات موظفي المنفذ من الجانب السعودي بلغت حداً كبيراً دون أي مراجعات.
رفح آخر
"وصلنا إلى المنفذ وكانت بوابة المنفذ مفتوحة, ظننت أن علينا عبور البوابة إلى نقاط التفتيش, حينها سمعت صوت أحد الحرس هناك يصرخ ويقول من سمح لك بالدخول عليك الإنتظار بالخلف ليوم إضافي, ولم يسمح لي بالحديث معه" بهذا بادرنا السيد أحمد سعيد وهو سائق مركبة للنقل الجماعي
واضاف سعيد في حديثه لبلقيس حديثه:"إن أسلوب التعامل مع اليمنيين من قبل بعض الجنود السعوديين القائمين على المنفذ مستفز ويفتقر لأدنى معاني الإنسانية, كما تُقابل الشكاوي المقدمة من قبل المسافرين اليمنيين بالإهمال وعدم النظر إليها".
وفي ظل التصرفات الغير قانونية للموظفين والجنود السعوديين القائمين على المنفذ من الجانب السعودي والمتمثلة في تعمد توقيف المسافرين وتركهم في بوابة المنفذ ساعات انتظار طويله دون مبررات منطقية, ناهيك عن غياب التنسيق بين إدارة منفذ الوديعة ومكاتب النقل البري في اليمن, يَعلق الكثير من المسافرين اليمنيين على بعد أمتار من منفذ الوديعة, في منطقة تفتقر لجميع المتطلبات الأساسية, وهو ما يحول مهمة العبور عبر منفذ الوديعة المنفذ الوحيد المفتوح بين اليمن والسعودية إلى مأساة انسانية حقيقية .
وتقول إحدى المسافرات لبلقيس: "بعد رحلة سفر شاقة دامت لـ 38 ساعة على متن باصات النقل البري, تورمت أقدامنا وأنهكنا التعب والصيام, وعند وصولنا إلى المنفذ منعونا من الدخول ليومين متتاليين, في منطقة لا يوجد بها أماكن للمبيت ولا للاستراحة أو مطاعم أو حتى مصلى".
ويطالب المعتمرون اليمنيون الجهات المعنية باتخاذ إجراءات طارئة لتسهيل عملية مرور المسافرين في مواسم الحج والعمرة, ورفع ساعات العمل في المنفذ بالتناوب ليلاً ونهاراً, حتى لا يتحمل المسافرون معاناة إضافية، لاسيما والمنطقة تفتقر للخدمات السكنية والغذائية.
إهانة وإهمال
ولا تنتهي معاناة المسافرين اليمنيين بمجرد السماح لهم بالدخول إلى منفذ الوديعة, بل يواجهون الإهانة والإهمال المتعمد داخل المنفذ, فلا يدري المسافر ما عليه فعله أو إلى أين يتجه, ناهيك عن معاناتهم من الوقت الذي يستغرقونه في إجراءات التفتيش البطيئة و المرهقة, في ظل ضعف الخدمات المقدمة داخل المنفذ, كصالات الإنتظار المناسبة لراحة المسافرين.
"شيء لا يحتمل من الاستهتار والاجراءات التعسفية " يتابع الحاج عمر عبد القوي حديثة بغيض مما واجهه من سوء معاملة في منفذ الوديعة حديثه قائلاً :" صعد جندي سعودي إلى مركبتنا وطلب منا جميعا 42 يمنياً معتمراً وحاجاً النزول من مركبتنا للخضوع للتفتيش والتحقق من هوياتنا وفحص أغراضنا، لكن ما حصل كان شيء غير متوقع.
يضيف الحاج عمر: بعد اصطفافنا في طابور الإنتظار أمام احد غرف التفتيش فتح الجندي السعودي نافذته الزجاجية، صرخ بصوت مرتفع: سائلاً بتهكم من طلب منكم الترجل من مركبتكم، أجابه سائق المركبة زميلك هذا وأشار إليه بإصبعه، فرد عليه الجندي المسئول عودوا إلى مركبتكم لم يطلب منكم أحداً النزول وأغلق نافذته وعاد للدردشة والمزاح مع زملائه، حينها لم يكن بمقدورنا سوى العودة إلى مقاعدنا, وتم ايقافنا لـ 6 ساعات انتظار أخرى في إجراء تعسفي واضح".
كما يشكي السيد علي محمد لموقع بلقيس من أسلوب العنجهية والاستعلاء الذي يمارسه بعض القائمين على العمل هناك قائلاً: "يُلزمك بعض الموظفين هناك بأسلوب فض بإنزال كل الحمولة المشحونة على متن مركبتك إلى الأرض ثم إعادتها بنفسك، على الرغم من وجود أجهزة فحص لا تستدعي لذلك الإجراء".
وتقول غادة أسعد وهي إحدى المعتمرات لموقع بلقيس: "ترجلنا جميعاً من المركبة إلى ساحة تخلو من المقاعد أو المظلات, وقفنا طوابير نحن وأطفالنا تحت أشعة الشمس الحارقة لنتمكن من الوصول إلى شباك التحقق من الهوية, بعدها لم ندري بأي أتجاه نذهب, كنا نلجأ من شخص لأخر لمعرفة ماذا علينا فعله".
وتشير غادة أن الغرف التي يعمل فيها القائمين على المنفذ جيدة ومكيفة فيما لا يراعى ذلك في غرف راحة المسافرين "حاولنا دخول الاستراحة الوحيدة هناك دون جدوى, فقد كانت مليئة بالمسافرات اللاتي افترشن الأرض في غرفة حارة تخلو من التكييف, وغير نظيفة بها قطعة قديمة من السجاد تملأها الغبار, وعدد بسيط من الكراسي بعضها غير صالح للجلوس عليه, انتظرنا لساعات طويلة تحت حرارة الشمس بعد أن أعادوا حقائبنا من أماكن التفتيش, لا نعلم لماذا؟".