تغيب الأزمة الإنسانية في اليمن وتحضر على هامش الصراع المحلي والإقليمي والدولي وترتفع أصوات الجائعين قبل أن يغطيها ضجيج المبادرات الفراغية.
زيارتان للمبعوث الأممي الجديد إلى صنعاء منذ بداية مهمته في اليمن التقى خلالها بزعماء مليشيا الحوثي مانحا إياهم اعترافا جديدا بمشروعية الانقلاب.
الحديدة كلمة السر التي تعذر حلها خلال العامين الأخيرين من عمر الازمة اليمنية الممتدة منذ انقلاب مليشيا الحوثي وحلفائها في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014.
يتحدث التحالف عن رغبته في اجتياح الحديدة ويقترب منها فتسارع الأمم المتحدة ومنظماتها للتحذير من مخاطر تلك الرغبة على ملايين المدنيين فترد المليشيا بتعزيز قواتها هناك والتلويح بتلغيم الملاحة الدولية في باب المندب.
وحين يرتفع الضغط على مليشيا الحوثي تبادر طهران للحديث عن استعدادها للعمل على حل الأزمة اليمنية والضغط على حلفائها في صنعاء بالتعاون مع ألمانيا وبريطانيا، وترفع رئيسة الحكومة البريطانية سماعة هاتفها لتطلب من ولي العهد السعودي المساعدة في تخفيف معاناة اليمنيين، وتنتهي القصة لتبدأ فصول جديدة من المعركة والمعاناة على حد سواء.
ليس مهما كم يسقط من اليمنيين في شرك الجوع والموت فالأهم هو قدرة العالم على استثمار تلك الأزمة لتحقيق مكاسب استراتيجية وبيع صفقات تسليح للسعودية وحلفائها.
تغيب الحكومة اليمنية أو تغيب وراء لافتة التحالف الذي التهم ما تبقى من احترام للشرعية ورفعها كقميص عثمان في واحدة من أسوأ التحالفات السياسية التي تحول فيها الطرف الأقوى لجلاد ثان.
الإفادة الثانية للموفد الأممي سيستمع إليها العالم في الثامن عشر من الشهر الجاري وستكون محورها جغرافيا الحديدة ونتائج زيارته ولقاءاته مع كافة الأطراف وغير ذلك.. لن يكون هناك جديد على الأرض.