عاش اليمنيون لحظات وطنية خاطفة وعاطفة وطنية جياشة، يتذكرها أطفال المدارس ويتذكرها الذين ذرفوا دموعهم لحظة نزع البراميل بين الشطرين وارتفاع علم اليمن الموحد من العاصمة صنعاء، في وحدة سلمية فاجأت المتغيرات التي كانت تعيشها المنطقة في تلك المرحلة إبان أزمة الخليج.
لا يختلف اثنان حول جذور الوحدة التي امتدت من الجنوب إلى الشمال، وبالذات الفكر السياسي الوحدوي الذي كان حاضراً في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة، إضافة إلى التنازلات السياسية التي قدمها الشريك السياسي للوحدة الحزب الاشتراكي اليمني.
في الذكرى الثامنة والعشرين للوحدة اليمنية انقسم الوحدويون على أنفسهم بين من يدين الثاني والعشرين من مايو، بسبب الحرب بثوب وحدوي ضد الوحدة والشراكة في صيف أربعة وتسعين، وبين من يرى الثاني والعشرين من مايو يوماً للتاريخ، وما حصل بعد ذلك اليوم التاريخي لا يدينه.
في اللحظة اليمنية الراهنة يحيي اليمنيون عيد وحدتهم، يغيب الاحتفاء بالعيد وتغيب بعض مظاهره في المدن اليمنية، في ظل حالة غليان تعيشها البلاد بشكل عام والجنوب بشكل خاص، وهذه الآثار انعكست على ملامح ذكرى إعادة تحقيق الوحدة.
خيار الوحدة اليمنية بين الوحدة السياسية والوحدة الوطنية ومعركة اليمنيين تحت راية وعلم اليمن الاتحادي قد يطرح صيغة جديدة و مقبولة للوحدة ويتجاوز عثراتها التي تجاوزت القشة الى الدبابة التي قصمت ظهر الوحدة.