اكتفى عبدالوهاب أحمد ناجي "موظف متقاعد لدى وزارة النفط" بالرد: بكلمة "لا" وهو يخفي وراء نظارته ذات الإطارات الواسعة كثيراً من البؤس والخذلان، وبتهكم أجاب عبدالكريم سلطان المذججي قائلاً:" 36 شهراً لم نستلم مرتبات وليس من المنطق طرح هذا السؤال المستفز".
وبلغة ساخرة تحدث ماهر عبدالجليل الشميري قائلاً:" منذ 3 سنوات نحن بلارواتب، كان عليكم أن تسألوا من عنده خبز ليوم غد؟".
وجاء رد شهاب محمد رسام مملؤ بالوجع والحسرة إذ قال: "هذا سؤال مُحرج جداً ومؤلم بنفس الوقت"
أما هشام محمد وهو قاص وكاتب صحفي، فكانت إجابته غير متوقعة فقد تسأل:"أيش هو في رمضان كمان" قاصداً من تساؤله هذا بأن في اليمن الناس يعيشون رمضان أي يصومون منذ 3 سنوات، فكيف سيكون هناك شهر رمضان فوق شهور السنة المعتادة.
عجز كامل
ولا يختلف الأمر مع هيثم مهيوب والذي ذكر بأنهم قد "تركوا صوم رمضان" وأضاف:"نحن نتتظر شهر رمضان لنفطر من صيام السنة كامل.
ويجيب الكاتب الصحفي سعيد الصوفي المخلافي بـ" الناس يعيشون يومهم فقط" وكتوضيح للحال الذي وصل له كثير يمنيين يقول فهمي نعمان"نحن ننام أغلب الأيام بلا عشاء.
وبإجابة تكشف على فائض فاقة وعوز يحكم واقع ملايين اليمنيين منذ سنوات، يكتفي المهندس محمد شائف شرف بالقول:" آخر رمضان كان عام 2014".
ويجمع الإعلاميان "فؤاد الفتاح، وفائز عبده" على عدم امتلاكهم ميزانية لتوفير متطلبات شهر رمضان لكنهما يأملان الإنفراج، أما الأديب أحمد شمسان فيكتفي بالقول:" سؤال مؤلم".
وقال الصحفي فاروق مقبل الكمالي:" تخليت عن هذا الطقس قبل 5 سنوات، لم أعد أهتم بتاتاً، إنه أمر لا طاقة لنا به"
إجابة واحدة من إجابات من شملهم سؤال "بلقيس" جاء ردها بنعم، وهو لـ محمد الدبعي، إذ قال:" الله يحفظ الوالدة فقد تكفلت بذلك".
فيما أحجم عدد ممن طُرح عليهم السؤال، عن الرد مكتفيين بهز رؤوسهم للتعبير عن استحالة قدرتهم على توفير موازنة لشراء حاجيات شهر رمضان، كما كانوا يفعلون قبل نشوب الحرب، وكان يبدو على ملامح وجوههم الكثير من علامات الحُزن.
وتوضح منى محمود وهي محامية وربة أسرة أن الوضع في رمضان العام الماضي كان يبدو أفضل نوعاً من رمضان هذا العام، ويتفق معها آخرين مشيرين إلى أن كل عام يسوء الوضع أكثر، حيث ترتفع الأسعاروترتبط حاجيات رمضان بالأسعار.
وحسب تقارير دولية فإن نحو 17.8 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأدى ارتفاع الأسعار وزيادة حالات النقص إلى تعرض 8.4 ملايين يمني لخطر المجاعة، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) مضيفا أن أكثر من 75% من السكان في حالة طوارئ.
ووفقاً للأمم المتحدة، يعيش حوالي 80% من اليمنيين في حالة فقر، مقارنةً بأكثر من 50% في عام 2014، ويحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات.
ويقدر البنك الدولي أن حوالي ثمانية ملايين يمني فقدوا وظائفهم منذ بدء الحرب في عام 2015، وبلغ معدل البطالة الرسمي بالفعل أكثر من 50 % في عام 2014، ومن المرجح الآن أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
ومن خلال تقصي خاص قام به موقع "بلقيس" على أسعار أبرز حاجيات رمضان لهذا العام، اتضح أن أسعار الجملة كالتالي:
- المحلبية 11.500 ألف ريال (سعر الكرتون عبوة 24 حبة) مقارنة بـ 9600 ريال العام الماضي.
- وكريم كارميل23.000 ألف ريال للكرتون عبوة 6دوزن كل دوزن 8 حبات.
- المكرونة المتوسطة الجودة 2000 ريال والمكرونة الايطالية 3250 و3500 ريال.
- ونفس الأسعار تسري على الشعيرية والمشروبات فقد وصل الفيمتو إلى 13.800 ألف ريال للكرتون عبوة 12 زجاجة.
- الحليب الدانو 29.500 ألف ريال (للكرتون عبوة 48 وحجم 400جرام ).
- أسعار الأرز نوعية رديئة 30.800 ألف ريال مقارنة بـ 27.000 ألف ريال للعام الماضي.
- السكر 2550 للعشرة كيلو.