صراع تحول فيها شعار السلمية الذي كان يرفعه شباب الثورة الى عنف مسلح فرضته مليشيا الحوثي في انقلاب غير ملامح الانتقال السياسي وجر البلاد الى مربع الحروب الاهلية.
وعلى الرغم من ان الثورة الشبابية سعت جاهدة عبر ادواتها السلمية إلى ايقاف خيارات الحرب وعقدت تحالفات شعبية مدنية آنذاك، الا ان التحالف الذي كونه صالح مع الحوثيين حال دون ذلك وحول البلاد الى ساحة قتال ممتد اُسقطت فيه الدولة وجميع مؤسساتها.
اصطدمت الثورة السلمية التي أرادت تحقيق تغييرا جوهريا على الصعيد السياسي والاجتماعي بواقع مرير من صراعات الماضي , ليس فقط تلك الصراعات التي انتجها النظام السابق , بل وايضا صراعات القوى والاحزاب التي انضمت للثورة لكنها عجزت عن خلق قطيعة مع منظومة وثقافة النظام الذي ثارت عليه.
لم تتوقف الحرب عند حدود القتال الداخلي بل تحولت اليمن الى منطقة صراع إقليمي تحظى فيها مليشيا الحوثي بدعم سياسي وعسكري من إيران، بينما تحظى الحكومة الشرعية بدعم عسكري من دولة السعودية وعددا من دول الخليج.
انهارت الدولة بشكل شبه شامل بعد دخولها خط النزاع الداخلي والإقليمي، وجردت السلطة الشرعية من صلاحيتها، وار تفعت معدلات الفقر والجوع وانهارت العملة الوطنية وكلها أسباب ظل شباب فبراير يحذرون منها طيلة فترة ثورتهم.
تعود ثورة فبراير في عامها الثامن لترسم الحلم من جديد ,وهي ثورة غيرت ملامح تاريخ البلاد و فتحت افق للتغيير وحاولت جاهدة تجاوز ارث الصراعات الماضية.