مطارد أبو سالم من أبناء محافظة حجة، وقد لقي حتفه في سجن تابع للمليشيا بالحديدة، بعد أشهر من اختطافه واخفائه قسريا.
اختطفت مليشيا الحوثي أبو سالم من أحد فنادق الحديدة قبل 4 أشهر، ونقلته إلى جهة غير معلومة، كما منعت أسرته من التواصل معه، قبل الإعلان عن وفاته في السجن.
تسلط هذه القضية الحقوقية الضوء على بقعة سوداء في تاريخ المليشيا التي تتهيأ للمشاركة في مشاورات جنيف مع وفد الحكومة الشرعية.
وبحسب مصادر متعددة، فإن على رأس جدول المشاورات، إطلاق سراح المعتقلين الذين يتعرضون لصنوف شتى من أنواع التعذيب في سجون المليشيا.
وتؤكد مصادر حقوقية ان نحو 150 معتقلا على الأقل في سجون مليشيات الحوثي فارقوا الحياة خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي المبرح.
وكان ناجون من سجون الحوثي كشفوا عن أساليب مروعة يتبعها عناصر المليشيا في تعذيب المعتقلين منها الحرق بالنار والصعق بالكهرباء والضرب بالهراوات واختراق الأجساد بالأدوات الحادة، فضلا عن أساليب أخرى مثل التجويع والحرق بأعقاب السجائر ونزع الأظافر.
قبل ثلاثة أيام أيضا، أفادت مصادر محلية في صنعاء بأن مختطفا لقي حتفه تحت التعذيب استمرارا لنهج المليشيا الفاشية في التنكيل بالمعتقلين لديها من الناشطين والمناهضين لها.
يوسف عبد الله المقبلي، من أبناء مديرية الرضمة في محافظة إب، توفي في السجن الحربي بصنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين إثر تعرضه للتعذيب الوحشي دون سماح عناصر المليشيا بتسليم جثته لأقاربه أو السماح بمشاهدتها.
وبحسب المصادر ذاتها، أبلغت مليشيا الحوثي، أقارب المختطف المتوفى أنها لن تقوم بتسليم جثته إلا إذا وافقوا على كتابة إقرار خطي بأنه توفي بشكل طبيعي.
وتحظى الممارسات الشنيعة للحوثيين بتغطية حقوقية متواضعة في أروقة منظمات الأمم المتحدة.
وفي حين تستعد للذهاب إلى مشاورات جنيف وهي مثقلة بالإنتهاكات، تبدو مطمئنة لجهة الفاتورة المطلوبة منها لترميم الثقة والدخول في المفاوضات الرسمية.
ويوم أمس، رفض وفد الانقلابيين مغادرة مطار صنعاء الى جنيف، مشترطا نقل قيادات حوثية وعدد من الجرحى.
وادعت الجماعة بأن الأمم المتحدة لم تستطع استخراج ترخيص من دول التحالف بتوفير طائرة عمانية لنقل الوفد والجرحى والعالقين.
لكن التحالف نفى ذلك، مؤكدا تعنت الحوثيين. واضطر المبعوث الأممي لتأجيل المشاورات التي كان مقررا انطلاقها اليوم.
يؤكد المبعوث الأممي مارتن غريفيث أن المشاورات ستكون غير مباشرة، وأنه اقترح إقامتها لمدة ثلاثة أيام.
وخلال مؤتمر صحفي يوم أمس، أشار غريفيث إلى أن المشاورات ستتركز في جانبين أساسيين، هما إعادة تنشيط عملية السلام المتوقفة منذ عامين، وإجراءات بناء الثقة، التي تشمل إطلاق سراح المعتقلين والأسرى.
أمهات المختطفين، كانت قد نفذت عدد من الوقفات الاحتجاجية، وناشدت المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة في عدة بيانات بالعمل الجاد لإطلاق سراح ذويهن.
لكن في ظل التعنت الحوثي وممارسته ابتزاز المجتمع الدولي، هل يمكن ان تنجح المشاروات في تحقيق الخطوة الأولى لترميم الثقة على الأقل، وهي إطلاق سراح المعتقلين؟