هذا ما أخبر به وزير الخارجية خالد اليماني العديد من سفر الدول الغربية وعلى رأسهم ماثيو تولر وزير الخارجية الأمريكي في اللقاء الأخير الذي جمع بينهما في العاصمة السعودية الرياض.
لكن اليماني أراد إيصال تكهناته ومخاوفه أيضا بشأن مساعي المليشيا التي يرى انها تستهدف افشال المفاوضات.
فالمليشيا على حد تعبير اليماني لم تعترف بالمرجعيات الثلاث المحددة للمشاورات والتي ترى الشرعية اليمنية ان أي مفاوضات لا بد ان تكون ضمن هذه الثلاث المحددات والمتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي اثنين وعشرين ستة عشر.
الجماعة الإنقلابية لم تخرج حتى الآن بموقف واضح وصريح من مشاورات جنيف وما رشح عن موقفها هو اعلان الموافقة على الدخول في المفاوضات الذي سبق وان أعلنه المبعوث الأممي جريفث الشهر المنصرم.
التكهنات تصب مثل كل مرة في اتجاه المليشيا للمراوغة وكسب الوقت خصوصا وأن كثيرا من المتغيرات العسكرية والسياسية لم تتغير منذ مشاورات الكويت.
فالمعطيات العسكرية ماتزال على حالها وما كانت تعول عليه الشرعية من وراء معركة الساحل الغربي وتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي اصطدم بموقف دولي معارض.
المواقف الدولية هي الأخرى لم تشهد أي تغير في نظرتها للمشكلة اليمنية وتبعاتها العسكرية والإنسانية وهو ما يعده مراقبون نوعا من الفشل الذريع للدبلوماسية اليمنية والتحالف العربي أيضا.
المتغير الوحيد في كل ما يجري الآن هو المبعوث مارتن غريفيث الذي يبدو انه لديه تصور مغاير لمقدرته في حلحلة المواقف المتصلبة ووضع الأطراف اليمنية على خطوط تواصل مشتركة.
رغبة غريفيث قرنها بمدى التزام المليشيا بما سيتم الاتفاق عليه.
أما عن مسار المفاوضات القادمة فقد أكد المبعوث الأممي في تصريحاته الأخيرة أنها ستبدأ من حيث ما أنتهب الجولات الثلاث الأولى في بيال وجنيف السويسريتين ومفاوضات الكويت.
ليس واضحا على ماذا يستند غريفيث في تحقيق تطلعاته وإنجاز ما عجز عنه سابقيه لكن الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور وإن غدا لناظره قريب.