شهود عيان أفادوا: بأن الفتاة رشد، تعرضت لإصابة بليغة عندما رمت بنفسها من على متن سيارة لأحد المهربين في قرية الكروب بسقيه، ويعتقد البعض الأخر أنه تم إلقاؤها عمداً، لكنها فارقت الحياة بعد دقائق من الإصابة، وبعد وفاتها صلى عليها جمع من السكان في المنطقة، ودفنت في مقبرة القرية، ومثل هذه الحوادث تتكرر باستمرار.
يوثق مهتمون من الناشطين بمنطقة رأس العارة الساحلية سلسلة من الانتهاكات التي تمارس بحق القادمين من الافارقة، ويستدعون البحث الجنائي عند تسجيل أية حالة وفاة أو تعذيب تصل المستشفى. وبحسب أحد التقارير، فقد تم رصد أسلحة ومُسكرات وحشيش، إلى جانب توثيق لصنوف من التعذيب، بعضها بالعصي أو الكي بالنار أو الحرق أو دق المسامير في أطراف الضحايا من قبل عصابات التهريب، التي تنشط في تلك المنطقة دون وضع حد لها حتى الآن، وتجد في الصمت ملاذاَ لمواصلة اعمالها التي تصيب السكان المجاورين بالذعر والخوف.
أحواش للتعذيب
بحسب مطلعون من سكان منطقة العارة في لحج، فعلى بعد (5 كم) من المنطقة توجد أحواش بناها مهربون من مناطق مختلفة، أشبه بالمسالخ، يقومون بتعذيب المهاجرين فيها، وهي بعيدة عن السكان قليلاً، ويحكي بعض الناجين منهم قصص ومشاهد مرعبة، ما يتعرض له القادمين إلى اليمن.
تبدأ الحكاية، بقيام المهرب باستقدام عدد من الأفارقة، وبعد الوصول مباشرة، يطلبون منهم مبالغ مالية كبيرة، كما يعملون على إرغامهم التواصل مع أهلهم لتحويل مبالغ مالية، وقد وصلت للمستشفى حالات كثيرة عليها حروق وأثار تعذيب، وهنا: يتم تقديم الاسعافات الأولية لهم، فيما الحالات الصعبة يتم تحويلها لمستشفى ابن خلدون أو ترسل إلى مشافي عدن، ويؤكد عاملون صحيون أن الحالات التي وصلت أخبروهم عن حالات تعذيب كثيرة تجري في الأحواش، ومن يحاول الهرب مصيره الموت مباشرة.
معالجات بسيطة
بالرغم من إمكاناته الشحيحة، لكن مستشفى العارة الريفي يبذل جهوداً كبيرة في تقديم الرعاية الأولية لتلك الحالات المصابة، كما يقوم بتقديم الماء والغذاء لكل مهاجر حتى ولو لم يكن مهاجراً، وفي هذا السياق يقول مطهر يوسف مدير المستشفى: إن الحالات المرضية من الافارقة يتم معالجتها في المستشفى مجاناً، وحالياً تم الاتفاق مع منظمة الهجرة الدولية على أن نقوم باستقبال الحالات المرضية، ويتم تحويل الحالات الخطيرة والمصابة إلى عدن عبر مندوب تابع لهم، وقد حصلنا على سيارة إسعاف كمنحة بجهود بذلتها الدكتورة اشراق السباعي.
وأشار مطهر: أن تعذيب الافارقة من قبل تجار البشر له فترة طويله، لكن زادت وتيرته بعد الحرب خاصة بعد أن استعان المهربون بوكلاء عنهم من الافارقة أنفسهم، حيث يقومون بتعذيب إخوانهم واستجوابهم، حتى يتمكنوا من الاتصال بأهل الضحية لدفع مبلغ مالي لنجدته، كاشفاً عن وصول حالات قتل بسبب تقطع المهربين فيما بينهم، والتعذيب بالضرب وبأعقاب البنادق، والحرق مؤكد أن القضية بحاجه لقرار سياسي وتدخل من الرئيس ومجلس الوزراء والمحافظ لمحاربة هذه الظواهر التي شوهت صور اليمن، ولها أثار سلبية كثيرة.
وفي تطور آخر تحدث ناشطون عن وجود أفارقه مسلحون يتوافدون على سوق المنطقة، ويقولون: إنهم شاهدوا بعض المسلحين يتهكم على أحد بائعي القات من أبناء المحافظات الشمالية، وعندما سألو بائع القات عن السبب، قال: لأني طالبتهم بسداد ديون سابقة.
حاولنا الوصول عدة مرات لهاتف مدير المضاربة ورأس العارة علي الصيني للاستفسار أكثر عن القضية، وبعد عناء تمكنا من التحدث معه حول القضية واكتفى بالقول: بأن الظاهرة تشعره بالخجل مما يحدث من أعمال مشينة، مشيراً إلى أن العملية ليست حديثة بل تتكرر منذ فترة طويلة، وأشار إلى أن مكافحة هذه الظاهرة تحتاج لجهود دولة تستطيع محاصرتها بصورة نهائية.
وسط صمت السلطات الرسمية عن هذه الانتهاكات المروعة التي تمارس على بعد خطوات من قوات التحالف، يضل سكان تلك المناطق علامة مضيئة في ظل الفوضى الموجودة، حيث يقومون بأدوار إنسانية نبيلة في مساعدة الضحايا، كما يرصدون جميع الانتهاكات التي تمارس من قبل المهربين، ويقومون بالتخاطب المستمر مع الجهات المختصة، والتي لم تحرك ساكنا حتى اللحظة حسب قولهم.