عدن عاصمة اليمن المؤقتة اليوم باتت خارج سياق الدولة اليمنية وبرعاية رسمية من دول التحالف، وتواطؤ واضح من قبل الرئيس هادي الذي سبق له وأن سلم العاصمة صنعاء لمليشيا الحوثي.
السيناريو ذات السيناريو السابق مع اختلاف منفذيه، لم تختلف الأسباب ولا الذرائع ولا الممولين فالرعاية الخليجية كانت حاضرة في انقلابي صنعاء وعدن.
منذ أربعة أيام وعدن تعيش وضعاً كارثياً ولا صوت يعلو فوق صوت الرصاص والقذائف، حاول وزير الداخلية ووزير النقل ومعهم قادة عسكريين قلائل الصمود والدفاع عن ما تبقى من شكل للدولة، غير ان تلك المحاولات تركت وحيدة من دعم الرئاسة اليمنية والحكومة التي فضل مسئوليها التواري والسكوت.
التحالف السعودي الإماراتي كان حاضراً بقوة في الإمدادات التي وصلت لمؤازرة المجلس الإنتقالي الموالي لأبوظبي، ومنحت السعودية غطاءاً سياسياً ودبلوماسياً لعملية إسقاط مدينة عدن وفرض واقع مغاير فيها.
ما الذي تبقى من غطاء أخلاقي لدى الشرعية وهي تخسر كافة معاركها وتلتزم الصمت إزاء مشاريع التدمير التي انتهجها التحالف وادواته، ما قيمة بقاء الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة ووزراءه وعشرات المستشارين والوكلاء ونواب البرلمان في حالة صمت وارتهان للاجندة السعودية.
معركة عدن أظهرت زيف الشعارات والأقنعة التي ارتدتها كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وستصبح علامة فارقة لما يأتي بعدها الساعة القادمة كفيلة بكشف ما تبقى من تفاصيل والأطراف التي وقفت وراء هندستها ومن المستفيد من إعادة اليمن إلى عصر الدويلات والمليشيا.