موقع "قناة بلقيس" تنقل في الجامعة وألتقى طلاب وموظفين وأكاديميين فيها تحدثوا بوجع عن ممارسات المليشيا التي أصابت هذه الجامعة وجامعات يمنية آخرى.
مقبرة
في أحاديث خاصة لموقع "بلقيس" يقول الطالب"و.ف.ح" كل يوم أقترب من بوابة جامعة صنعاء الجديدة أشعر وكأني ألج مقبرة وليس جامعة، كانت تضم 8 كليات وعشرات المراكز البحثية المتنوعة علاوة على أنها كانت أهم وأكبر جامعة يمنية، فبدلاً من أن تفتح عيناك على مجسمات ومنحوتات لعباقرة احتوتهم هذه الجامعة أو تخرجوا منها تصفعك صور قتلى الحوثي وشعارات تمجيد الموت وذم الحياة.
فيما الذعر ما برح يلازم الطالب "س ع ن" إذ يقول بمجرد أن دخلت البوابة الرئيسية المحاذية شارع الدائري لجامعة صنعاء لأول مرة، وما أن تلتفت يساراً توقفت خُطاي وشدتني قدمي للتحرك قليلاً للتمعن في لوحة ارتفاعها حوالي 15 متراً وعرضها 12 متراً تقريباً تغطي واجهة مبنى يُتخذ منه سكن طلابي، معتقداً أنها بورترية لعباقرة هذه الجامعة أو روادها، حيث شدتني عبارة"عظماء جامعة صنعاء" أعلى اللوحة وما أن اقتربت منها اتضح لي أنها لوحة لمقبرة قتلى الحوثيين من طلاب هذه الجامعة وغيرهم وبفزع تراجعت للخلف فهذه أول مرة أدخل فيها الجامعة للسؤال عن بدء موعد التسجيل.
ويضيف ما يقارب 300 قتيل حوثي في اللوحة ومئات صور قتلى آخرين تتناثر على امتداد طرق عدة تصل الممر الرئيس للجامعة بعدد من الكليات، ناهيك عن شعارات الموت والصرخة وعبارات تدعو صراحة لقتل من يخالف توجه المليشيا وغيرها تمجد الموت وتَحقّر الحياة، إنه أمر غير اعتيادي، لن أستطع التعايش معه أبداً.
مركز اجتماعات
ولا يتوقف الحال عند ذلك بل يتجاوزه إلى نطاق مغاير، فحسب موظف جامعي - طلب التحفظ عن اسمه حرصاً على حياته - تستغل قيادات حوثية مباني داخل الجامعة لعقد اجتماعاتها بسرية فهي بالنسبة لهم أحد أكثر الأماكن أماناً، وأيضاً من الأماكن التي لن يتجرأ طيران التحالف على استهدافها.
ويضيف حول الحوثيين مراكز البحوث والدراسات بجامعة صنعاء الجديدة ومثلها القديمة إلى مراكز خاصة بطبع ملازمهم ومنشوراتهم، إضافة إلى مصادرة نسبة كبيرة من محتويات المكتبة المركزية من المراجع والكتب وسلسلات الدوريات والإصدارات العلمية والفكرية والأدبية والشرعية وغيرها بحجة أنها صادرة أو إهداءات من دول الخليج العربي أو أنها داعشية حسب وصف مسؤولين حوثيين بالجامعة.
تهديد وترقيات
ويذكر أكاديمي بأنه فُرض عليهم وضع الملازم في مكاتبهم وتم مصادرة كتب كانت في أدراج مكاتبهم.
وأشار إلى تعرض أكاديمين للإهانة والتوبيخ والتهديد بالفصل لعدم تنفيذهم التوجيهات والالتزام برفع الكتب والمراجع والإصدارات الأجنبية التي حسب ما تقول الملازم بأنها تنشر الرذيلة والثقافة الغربية.
أكاديمي آخر يقول تمت ترقية ومنح درجات الأستاذية لأكاديمين قدموا بحوث تمجد الصرخة والملازم والفكر الحوثي، وكذلك إحلال مدرسين من خارج الجامعة توجههم حوثي أو مساند له.
ووفقاً لمعلومات خاصة حصلت معيدة بإحدى الكليات على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف على رسالة قدمتها وتذكر فيها بأن انتشار شعارات وصرخة الحوثي بجامعة صنعاء الجديدة تبعث لدى الطلاب الارتياح والسعادة وتغذي أرواحهم بحب العلم والوطن، وأنها كانت وراء تحسن مستوى التحصيل العلمي لدى نسبة كبيرة من الطلاب وغير ذلك من تزوير الحقائق التي أوردتها.
وتذكر الطالبة "ي خ د" بسخرية أنها في مقرر دكتور يساند الحوثين لم تراجع المقرر وأخذت معها ملزمة لبدر الدين الحوثي ونقلت منها عدة صفحات ومنحها الدكتور 92 بالمائة.
مات جوعاً
ويتسع الحديث عن عبث الحوثيين بجامعة صنعاء، يقول أكاديمي" الحوثين حولوا جامعة صنعاء إلى مركز لنشرفكرهم، ولم يكتفوا بذلك بل حولوا التعليم فيها من حكومي إلى خاص فنسبة الملتحقين بالتعليم الموازي وعن بعد يصل إلى 60 بالمائة من إجمالي الملتحقين، وهم بذلك يجنون مئات ملايين الريالات فيما يرفضون دفع رواتب الموظفين والأكاديميين.
ويضيف بأن وضع كثير من الموظفين والأكاديميين بجامعة صنعاء مزري للغاية، ولفت إلى وفاة الأكاديمي عمر العمودي أستاذ الاقتصاد، الذي وجدوه بشقته بعد أيام من وفاته وفي المقابل لم يجدوا فيها أي شيء يؤكل مما يدل على أنه مات جوعاً.
واستغرب عدم إثارة قضية وفاة الدكتور العمودي والذي يجسد حقيقة ووحشية الحوثين ناهيك عن الدكاترة الذين تركوا الجامعة واتجهوا للعمل في بيع القات وأعمال شاقة وكذلك وفاة دكتور في كلية الآداب قسم الآثار جراء عدم قدرته شراء عقار داء السكري وغير ذلك من القصص المؤلمة التي تسبب بها الحوثين.
وختم حديثه بالقول وليس هذا فحسب بل من المثير للاستهجان احتفال الحوثين بتخرج قتلى منهم التحقوا بالجامعة ثم ذهبوا للجبهات وقتلوا وتم منحهم شهادات بكالوريوس وليسانس وهذا لا يوجد إلا في نهج الحوثين.