"الجلاء أخو الموت" .. هكذا قالت العرب.
فراق الأحبة والمعارف ومن ألفتهم مشاعرك ونواظرك واستأنس بهم عمرك، حتى على بغض او نقص مودة، فراقهم دون اختيار أو استطاعة للرجوع.
فراق الأحبة والمعارف ومن ألفتهم مشاعرك ونواظرك واستأنس بهم عمرك، حتى على بغض او نقص مودة، فراقهم دون اختيار أو استطاعة للرجوع.
مرابع الصبا والشباب، الزوايا والجبال والآكام والأزقة التي ضمت كل أيامك المنسربة وغابت معها.
شطبك من حسبان كل أحبتك الحاضرين، امتلاء مكان شَغَرته آمال عودتك حتى تَعبت، تشبثك بأصداء أفراحهم وأتراحهم .
غيابهم الأخير على بقايا وداع سابق جف في ريح الانتظار، وقدوم من لم تعرفهم بعد، وهم من دمك ولحمك الغائب.
"الجلاء أخو الموت"
لا فرق، فاللحد والبعد سيان.
تمضي حياتهم وتستمر دونك، تتجاوزك كما تتجاوز كل الراحلين.
وتمضي حياتك وتستمر أو تتعثر دونهم، إلا من خيط حنين يمر كمشرط حاذق على كل لحظة ذات قيمة لك، تجرحها بمهارة تثير في زاوية الصدر عنقود تناهيد لا تبلى ولا تنفد.
"الجلاء أخو الموت"
حتى وإن وُفقتَ ببعض تفاصيل كتعويض نادر من الحياة، ذلك أن شعور "المُرغم" حتى على النجاح، ينغص عليك بهجتك النادرة.
"الجلاء أخو الموت"
حين تعشبُ هناك في البعيد ، إن شاءت الأقدار ، وأنت تنتظر جلاء جديد، وصنو ثالث لموتك، بعودة إلى ما لم تعد تعرفه، أو رحلة إلى ما لا تعرفه، لتبدأ من صفر الروح.
"الجلاء أخو الموت" .. هكذا قالت العرب .. وهكذا صارت تموت.
"الجلاء أخو الموت" .. هكذا قالت العرب .. وهكذا صارت تموت.