يعتبر الهاشميون الحوثيون أن هاتين المحافظتين – إضافة إلى أجزاء كبيرة من عمران - بمن فيهما من مواطنين يمنيين مناطق مغلقة على سيطرتهم الفكرية و العقائدية و يجب أن يُعبدوا فيهما من دون الله بشكل مطلق ونهائي.
فهم يؤمنون أن انتفاشتهم إلى زوال وأن حاضنتهم وظهرهم ومناطق انكماشهم و كمونهم التاريخي هي هاتين المحافظتين طال أمد انتفاشتهم القائمة أو قصر ، ذلك ان ما تسمى "الزيدية " ممتزجة بالدين بشكل متجذر في هاتين المحافظتين اللتان تعجان بأعلى نسب الأمية والجهل في اليمن وهو المنسوب النموذجي لترسخ أفكار " الزيدية" وشرط لازم لاستمرارها .
ولطالما نُظر إلى أي خروج عن مستنقع الجهل والخرافة هناك كعمل مستفز و موجه بالدرجة الاساسية ضد الزيدية وذراعها المليشياوي الحاكم لها الآن (المليشيا الحوثية ) لذا كان التعامل العدائي في تلك المناطق مع كل محاولة تنوير سواء بالتعليم العام الجمهوري أو الديني الوسطي هو رد الفعل الطبيعي والمتوقع ، وفي هذا السياق يمكن فهم استراتيجية المليشيا في البطش الأشد وحشية الذي يكون من نصيب من يخرج عن طاعة المليشيا الهاشمية الحوثية من أبناء تلك المناطق ناهيك عمن يرفعون في وجه طغيانها السلاح.
في شهادته حول ما تعرض له خلال فترة سجنه لدى المليشيا الحوثية طيلة ٣ سنوات يقول المختطف المجري عبدالحكيم فارس الذي عاش في اليمن لسنوات ثم اختطفته واخفته المليشيا لثلاث سنوات : " شاهدت جرائم كثيرة للحوثيين في الأماكن التي سجنت فيها ، ولفت نظري أشد من كان يتعرض للتعذيب والغضب الحوثي الدائم والشديد هم المختطفين اليمنيين من صعدة وحجة ".
حالات كثيرة يصعب حصرها تعرضت لأشد أصناف التعذيب الوحشي لمواطنين من محافظتي صعدة و حجة طيلة فترة سيطرة المليشيا الحوثية هناك ولمجرد الاشتباه
تذكرت كل ذلك حيت افتتحت يومي بقراءة المقطع التالي من بيان رابطة أمهات المختطفين حول جريمة قتل المواطن يحى النشمة من اهالي منطقة حجور التي استباحها الهاشميون الحوثيون قبل شهرين : " تعرض الأستاذ "يحيى النمشة" للتعذيب الشديد في سجون الحوثي بعمران حيث وجد أن كفاه مثقوبتان وجسمه تحول للون الأزرق ممايدل على أنه علق عرض الحائط بمسامير اخترقت راحتي كفيه وصعق بالكهرباء حتى خرج الزبد من فمه ".
حالات كثيرة يصعب حصرها تعرضت لأشد أصناف التعذيب الوحشي لمواطنين من محافظتي صعدة و حجة طيلة فترة سيطرة المليشيا الحوثية هناك ولمجرد الاشتباه ، عقب " مجزرة باص طلاب ضحيان " التي أقر و أعترف بارتكابها التحالف العربي أصرت المليشيا الهاشمية الحوثية أن تستغل الحادثة في تصفية بعض الخصوم المحليين بأبشع طريقة ممكنة ، حي قامت بصلب عدد من شباب المنطقة أحياء و جلبت بعض أهالي الأطفال الذين قتلوا في قصف الباص طالبة منهم الإجهاز علي المصلوبين بدعوى أنهم هم من أرسلوا احداثيات للتحالف لقصف الباص !
امتنع الأهالى عن المشاركة في الجريمة الحوثية وبرأوا إلى الله خاصة بعد إقرار التحالف العربي بمسؤليته، كما امتنعوا عن الحديث حول هذا الأمر خوفاً على حياتهم من ذات المصير الحوثي لأى مواطن من صعدة أو حجة وهو الموت صلباً و بأي تهمة .
نعم مأساة اليمن كارثية بوجود هذه العصابة الإجرامية الإرهابية و فكرها الإمامي السلالي ولكن ورغم كل ماعرف وما ظهر من جرائم حوثية في طول اليمن وعرضه ، إلا أن ما تعرض له – وما يزال – مواطني محافظات صعدة وحجة وعمران من مآس و جرائم تفوق القدرة على الوصف في وحشيتها و الإمكانية على احصر في اتساعها و استيعابها ، والله المستعان.