بحلول نهاية العام سيكون الحوثي قد جرده من آخر جيوبه المسلحه وقلم آخر أظافره ليخلص من وجع راس داخلي ومن تنطعات إعلامه و شبكته الحزبيه بعد أن اكتملت عمليه الاستحواذ التام على نفوذه العسكري و السياسي و الاقتصادي والاجتماعي بنجاح ثم سيبقيه ديكوراً كما كان يفعل بكل القوى السياسية المعارضةإبان أواخر حكمه.
الحقيقة أن تصفيه المخلوع جسدياً كان أمر متاحاً للحوثيين منذ مدة طويلة وليس اليوم فقط غير أن تصفيته منذ الانقلاب لم تعد هدفاً ذا قيمة في حسابات المليشيا الحوثية بل خسائر كثيرة وبعضها غير معروف ولا متوقع للجماعة .
لذا - وبحسب مخطط وإشراف إيراني كامل وصارم ضبط إيقاع أداء المليشيا الحوثية تماما في التعامل مع مسأة المخلوع صالح كان قدألمح إليه السفير أو القائم بالاعمال الايراني منذ وقت مبكر خلال عام ٢٠١٥ - كان الأجدى للجماعة من قتله هو كل هذه العملية التي تمت منذ ما بعد الانقلاب إلى اليوم .
قتل المخلوع كان يعني إهدار كل ما كسبته المليشيا مما كان في يديه بل وانتقال ما بقي من أتباعه الى الصف المقابل ومضاعفة الأعداء ، بينما ما شاهدناه من سيناريو محبوك بعناية خلص في مجمله إلي امتصاص قدرات ومقدرات المخلوع وفوق ذلك التلذذ بعقابه و الانتقام منه إلى آخر رمق .
لعب المخطط بشكل احترافي على نفسيه المخلوع المنتفخة بوهم الدهاء والمعجونه بحقد أعمى على خصومه الذين خلعوه ، تركوه يعيش دور المسيطر و الموجه ثم دور الشريك ثم دور الكبير المضحي وسيتركوه يعيش دور " خيال المآته " والرقم الصعب خارج دفاتر الواقع المختلف ليجملوا به الصورة العامة حتي يتحلل ذاتيا.
لن يستفزوا عواطف جمهوره بتغييبه جسديا بل سيصلون بهم رويدا رويدا - وقد نجحوا كثيرا -لقناعة أن البقاء في صفه قد يكلف كثيراً فيكون تركه هو الاخيار الأسلم لهم ، بل وسيصبح موضوع الحافظ عليه ولو بصناعة " قبة ولي " له ، أمراً يصب في صالح الحوثي كمكرمة منه تستحق امتنان جمهوره و الثناء على الأخلاق العالية لـ " المسيرة القرآنية "
يحتاج الحوثي لمسميات سياسية و لصف في خلفية المشهد من الديكورات " الوطنية" بمافيها الثعابين منزوعة السم و الأنياب ا بعد أن أصبحت كل أوكارها بيده و رهن إشارته.
أين أخطأ المخلوع صالح و كيف تورط في كل هذا، وكيف طال ركونه إلى وهم خبرة فريقه السياسي وكيف تم تخديره وتطويقه بمجموعة من أفشل من دفع بهم لواجهة المشهد السياسي موضوع آخر سيتأمله بعض أتباعه وخصومه لاحقاً .
بينما سيقنع هو باستقبال بعض العجائز أمام الكاميرات بين حين و آخر ويتحدث عن صموده وصمود الجبهة الداخلية في أحلك الظروف وتفويت كل فرص الانقسام التي راهن عليها " الأعداء" ويشيد بحكمة " القيادة " ما بقي له من عمر و يبلع ريق حصرته ويتمنى لو أنه مات كثيراً في آخر مرة زاره فيها الموت حين كان اسمه الرئيس علي عبدالله صالح ثم تركه جثة تتنفس حقداً و حمقا وندما .