ومع أن مياها كثيرة جرت تحت الجسر تغيرت معها التحالفات والاصطفافات إلا أن موقف إيران مما يجري في هذا البلد لم يتبدل. في ذلك الوقت البعيد رمى الشاه محمد رضا بهلوي بثقل كبير لدعم الأئمة الملكيين في حربهم ضد جمهورية سبتمبر، وفي الوقت الراهن يلقي خامنئي الأثقال كلها في الحرب على العرب وعلى اليمنيين بالذات في تصديهم للأئمة الجدد.لم تتغير المواقف والسياسات إلا في فوارق ومفارقات.
الفارق الأول، أن الشاه كان واضحاً في تحالفه مع الدوائر الاستعمارية،لم يخجل من دور شرطي أمريكا في الخليج ولم يخف العلاقة الوطيدة مع «إسرائيل» أو ينكر العداء لحركة القومية العربية ومناصرة الأنظمة والحكومات المعادية للشعوب. بينما يختفي حكام إيران الحاليون وراء شعارات تتمسح بالدين والمثل العليا، ويتظاهرون بمقاومة الهيمنة الامبريالية والحرب على أمريكا والتصميم على تحرير فلسطين
الفارق الأول، أن الشاه كان واضحاً في تحالفه مع الدوائر الاستعمارية،لم يخجل من دور شرطي أمريكا في الخليج ولم يخف العلاقة الوطيدة مع «إسرائيل» أو ينكر العداء لحركة القومية العربية ومناصرة الأنظمة والحكومات المعادية للشعوب. بينما يختفي حكام إيران الحاليون وراء شعارات تتمسح بالدين والمثل العليا، ويتظاهرون بمقاومة الهيمنة الامبريالية والحرب على أمريكا والتصميم على تحرير فلسطين
الشاه كان واضحاً في تحالفه مع الدوائر الاستعمارية،لم يخجل من دور شرطي أمريكا في الخليج ولم يخف العلاقة الوطيدة مع «إسرائيل» أو ينكر العداء لحركة القومية العربية ومناصرة الأنظمة والحكومات المعادية للشعوب
.
الفارق الثاني، أن الشاه لم يساهم ابتداءً في نشوء المشكلة اليمنية في ذلك الوقت من سبتمبر 1962، فقد فاجأته الثورة مثل غيره، ولكنه وجد في نشوب الصراع هناك فرصة ثمينة لتسوية حساب جار مع جمال عبد الناصر لمساندته كفاح شعوب الخليج في مقاومة غروره. لكن سادة طهران الحاليين أسسوا للصراع في اليمن. فمنذ نجحت ثورتهم في 1979 فتحوا أبواب المدارس الدينية والمعاهد السياسية والعسكرية لتأهيل شباب تدفق إليهم من اليمن فنشأ تنظيم ( أنصار الله ) الذي أدخل البلاد في دوامة الحرب الحالية. الغريب أن إعداد تلك الخمائر لم يكن خافياً عن أعين الرئيس علي عبد الله صالح في وقت كان يقف في صف صدام حسين أثنا ء حربه مع إيران.
ترتب على هذا اختلاف في مجالات وحجم الدعم والدور الوظيفي، و كان هدف أسرة حميد الدين في استعادة عرشها الضائع وزاد إليه الحوثيون خدمة المصالح الإيرانية.
ثمة فارق ثالث وهو أن استراتيجية الشاه بنيت على هدف الاستيلاء على الخليج، ويضيف إليها الحكام الحاليون إعادة اليمن إلى دورها كمركز تقليدي لسيطرة فارس على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر كما كانت في عهد الملك نوشروان.
إن إيران تنام على سرير وثير من الرضا لنجاح مشروعها في العراق وسوريا. لكننا في الشأن اليمني حيث وضعت دول التحالف العربي نفسها أمام تحدي امتحان صعب، وقد استطاعت في المراحل الأولى من أن تكسر تقدم الحوثيين وتردهم من الجنوب والشرق ثم رابطت القوات في المواقع من غير أن تسكت المدافع، فهناك دماء تسيل واقتصاد ينزف وشعب تفتك به المجاعة والأمراض. في هذا الامتحان يلوح خياران النصر الساحق أو التسوية المشرفة، وأما السقوط والهزيمة فهو دمار لليمن.
ومن أجل النصر لابد من شجاعة في القرار وجسارة في القتال، والمعنى أنه من أجل تطوير الهجوم على الجبهات كلها يتعين إعادة النظر في الخطط والاستراتيجية والتكتيك الحربي وفي أشخاص القادة، وبشكل جلي لا بد من إيقاف زحف «الإخوان» على القوات المسلحة بعد أن تبين دورهم السلبي في التأثير على سير المعارك. ومن المهم التفكير جدياً في اختراق جبهة الأعداء حيث يوفر الخلاف الحاد بين شريكي الانقلاب فرصة لإنزال الهزيمة بالحوثيين
الفارق الثاني، أن الشاه لم يساهم ابتداءً في نشوء المشكلة اليمنية في ذلك الوقت من سبتمبر 1962، فقد فاجأته الثورة مثل غيره، ولكنه وجد في نشوب الصراع هناك فرصة ثمينة لتسوية حساب جار مع جمال عبد الناصر لمساندته كفاح شعوب الخليج في مقاومة غروره. لكن سادة طهران الحاليين أسسوا للصراع في اليمن. فمنذ نجحت ثورتهم في 1979 فتحوا أبواب المدارس الدينية والمعاهد السياسية والعسكرية لتأهيل شباب تدفق إليهم من اليمن فنشأ تنظيم ( أنصار الله ) الذي أدخل البلاد في دوامة الحرب الحالية. الغريب أن إعداد تلك الخمائر لم يكن خافياً عن أعين الرئيس علي عبد الله صالح في وقت كان يقف في صف صدام حسين أثنا ء حربه مع إيران.
ترتب على هذا اختلاف في مجالات وحجم الدعم والدور الوظيفي، و كان هدف أسرة حميد الدين في استعادة عرشها الضائع وزاد إليه الحوثيون خدمة المصالح الإيرانية.
ثمة فارق ثالث وهو أن استراتيجية الشاه بنيت على هدف الاستيلاء على الخليج، ويضيف إليها الحكام الحاليون إعادة اليمن إلى دورها كمركز تقليدي لسيطرة فارس على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر كما كانت في عهد الملك نوشروان.
إن إيران تنام على سرير وثير من الرضا لنجاح مشروعها في العراق وسوريا. لكننا في الشأن اليمني حيث وضعت دول التحالف العربي نفسها أمام تحدي امتحان صعب، وقد استطاعت في المراحل الأولى من أن تكسر تقدم الحوثيين وتردهم من الجنوب والشرق ثم رابطت القوات في المواقع من غير أن تسكت المدافع، فهناك دماء تسيل واقتصاد ينزف وشعب تفتك به المجاعة والأمراض. في هذا الامتحان يلوح خياران النصر الساحق أو التسوية المشرفة، وأما السقوط والهزيمة فهو دمار لليمن.
ومن أجل النصر لابد من شجاعة في القرار وجسارة في القتال، والمعنى أنه من أجل تطوير الهجوم على الجبهات كلها يتعين إعادة النظر في الخطط والاستراتيجية والتكتيك الحربي وفي أشخاص القادة، وبشكل جلي لا بد من إيقاف زحف «الإخوان» على القوات المسلحة بعد أن تبين دورهم السلبي في التأثير على سير المعارك. ومن المهم التفكير جدياً في اختراق جبهة الأعداء حيث يوفر الخلاف الحاد بين شريكي الانقلاب فرصة لإنزال الهزيمة بالحوثيين
من أجل النصر لابد من شجاعة في القرار وجسارة في القتال والمعنى أنه من أجل تطوير الهجوم على الجبهات كلها يتعين إعادة النظر في الخطط والاستراتيجية والتكتيك الحربي وفي أشخاص القادة
وإذا لم يكن فهو الخيار الثاني، وهذا يستدعي أيضاً جسارة في السياسة تتخلى فيه الحكومة عن المراوحة في المكان والقبول بتسوية سياسية لا تتمسك بالمرجعيات الثلاث. وفيه يبدو خيار الأقاليم الثلاثة قابلاً للتفكير
صحيفة الخليج