في خطوة بدت غريبة بعض الشيء، قام عدد من الناشطين اليمنيين بتكريم "حمار"، وسط أحد شوارع مدينة تعز، وذلك تقديراً لجهوده التي قالوا إنه يبذلها من أجل فك الحصار عن المدينة الذي يفرضه الحوثيون منذ أشهر.
حيث قام الشباب بإلباس الحمار عقداً من الفُل على رقبته، ووضعوا تاجاً فوق رأسه، تقديراً ووفاء له على دوره في التخفيف من معاناتهم، من خلال نقل الغذاء والدواء عبر طريق طالوق الجبلي لمسافة أربعة كيلومترات، جنوب المدينة، ونقل الجرحى.
وجاء التكريم خلال معرض الفنون الأول الذي أقيم في المدينة، وتضمن عدداً من اللوحات الفنية الكاريكاتورية والتشكيلية والمسرحية التي تجسد معاناة المواطنين تحت الحصار.
وقد أثار منظر الحمار -الذي كان يحمل أسطوانتي أكسجين وغازا منزليا وملصقات تحمل عبارات مثل "أنا عندي إحساس" و"لا تهتم"، اندهاش الحاضرين الذين تسابق البعض منهم لالتقاط صور تذكارية مع الحمار، تعبيرا عن علاقة الوفاء لمن وقف معهم في وقت الشدة.
وشارك في الحفل الكثير من سكان المدينة المحاصرة، وأعدوا الحمار رمزاً للوفاء والإخلاص في كسر الحصار الذي يفرضه عليهم بشر من بني جلدتهم. والهدف من التكريم أيضا، بحسب الناشطين، هو إيصال رسالة احتجاج ساخرة إلى المنظمات الدولية العاجزة عن ادخال المساعدات للمدنيين وكنوع من المطالبة بالتحرك لإنقاذ المدينة.
مدير حملة (أنا 1000)، عبد الكريم مهيوب، قال بدوره"، إن هذه الفعالية جزء من فعاليات أخرى متنوعة ستنظم في الأيام القادمة، تشمل الأنشطة الفنية والرسوم الساخرة والصور والشعر والمسرحيات، وجميعها تهدف إلى مخاطبة الإنسانية للتحرك بعد صمتها الطويل.