تتميز الطقوس العيدية في اليمن بالعديد من الأشياء المختلفة والتي تستمر على مدار الأيام الأولى لفترات الأعياد ومنها عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى، وتختلف المناطق في تهامة وشريطها الساحلي في استقبال العيد من مكان إلى آخر حسب العادات المتوارثة بينهم جيل بعد جيل.
في ريف المخا والخوخة وبعض مديريات محافظة الحديدة يبدأ الباعة بإستحداث أسواقاً لبيع احتياجات العيد عبر وضع الأخشاب في أماكن متعارف عليها وبتراخيص رسمية من الجهات في المنطقة، والتي غالباً ما تكون على الأرصفة وفي بعض الأجزاء من الطرقات من والمدن التهامية بمختلف تنوعها الجغرافي.
أما في الأرياف البعيدة عن المدن تكون الأسواق في أماكن أكثر ما تكون قريبة من المراكز الحيوية والأكثر نشاطًا، وفي المدن يعمل الباعة على توفير الأغراض العيدية لأبناء المنطقة من الملابس والحلويات والخضروات والفواكه وكل ما يطلبه العيد من أغراض واحتياجات بمختلف الأعمار وكل الأجناس.
المرأة التهامية
قبيل العيد تبدأ النساء بتجهيز البيوت وتنظيفها وإبعاد آثار الغبار عن كثير من الأشياء التي نالت منها موجات الغبار التي تجتاح تهامة في أوقات مختلفة، ويبدأن بالتجهز للعيد عبر وضع الحناء على أكفهن ونقشه كذلك على أقدامهن وكذلك على أقدام الأطفال والرجال منهن في صورة تشبه حالة من التغيير الكلي للمرأة التهامية و جميع رجالها وتجعلهم يتفقون في وضع الحناء على أقدامهم جميعهم.
وفي ناحية أخرى كذلك تعمل النساء على إضافة الدهن وطلي قوائم القعايد– كراسي من خشب – وكؤوس المياه وبعض أدوات الزينة بمادة القطران والتي تتميز بشهرتها على حماية الأخشاب وإظهارها باللون الأفضل والأكثر جمالاً، مع تجديد حبال الكراسي المصنوعة من سعف النخيل وتغيرها إن دعت الحاجة.
في تهامة لا تقام صلاة العيد في الجوامع ولا في المساجد بل في باحات وأماكن مخصصة تكون مفتوحة وبعيدة عن المدينة، يجتمع فيه الناس من أكثر من قرية أو مدينة وتكثر حشودهم ويسلم بعضهم على بعض بعد انتهاء صلاة العيد مباشرة، وعند المغادرة يسعى الجميع للسير على أقدامهم حتى يكون الجميع في مستوى واحد.
ويضيف:"ما يميز تهامة في العيد أنه يختلف عن كل مكان، احنا هنا نصلي في المصلى، ونرجع نجتمع على طعام الإفطار كل واحد مع كل أهل قريته ولا واحد يتأخر وفي وقت واحد، وبعدها كل واحد يذبح ذبيحته ويعطي لجارة جزءا منها ونبحث وراء فقراء القرية ويعطيهم الجميع".
الإفطار وطقوس الضيافة
تجتمع أسرة خضر وجميع أبنائه الذين يسكنون في مديريات مختلفة في قريتهم النائية ويعملون على مماسة طقوسهم العيدية بكل أريحية وجمال، وتقدم الأسر التهامية العديد من الوجبات المميزة والمختلفة، منها المفتوت والبر والحليب المستخر ج من البقر، مع إضافة القليل من المرق واللحم وتعتبر من أشهر المأكولات في تهامة، مع وجود الفتة بالموز والعسل وأنواع كثيرة من الأكلات.
ويعمل السكان في تهامة على إحياء قيم العطاء والتكافل خصوصًا في هذه الأيام التي تمر بحروب ونزوح للكثير من الأسر في الشريط الساحلي بتهامة، ويرى "خضر" أنه يميل في تجهيزات الأكل في عائلته إلى المحشوش، التي تعتبر من أهم ما تجهزه الأسر التهامية في الأعياد، وتتحدث زوجة "خضر" عن المحشوش باعتبارها أفضل وجبة يمكن لها أن تعدها لأطفالها، وهي طريقة تعلمتها من أمها وبذلك تبقى هذه الوجبة وقتاً أطول.
وتتميز تهامة بتنوع مناخها على طول الشريط الساحلي وتعتبر الحديدة العاصمة الأهم فيها وصولاً إلى ميدي والمخا وغيرهما، ولا يمتنع الشباب فيها خلال العيد كذلك من عقد مجالس اللقاء وتناول أفضل أنواع القات مع الاستماع لصوت فنان يغني لهم أغانيَ يتم الاتفاق عليها من قبل الجميع.