قام هارفي بتقطيع مخّ آينشتاين إلى كتلٍ صغيرة جدًا، وقام بنشرٍ العيّنات الصغيرة من المخ في كافّة أنحاء العالم. وتمّ عرض اثنين من هذه العينات، أمس، في متحف Landschaftsverband Westfalen-Lippe في مدينة مونستر الألمانيَّة، كما ذكرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانيَّة.
وقام لوليل فلاندريس، رئيس متحف "الأم" في الولايات المتحدة الأميركيَّة، بإحضار قطعتي العرض شخصياً من متحف "الأم" في فيلاديلفيا إلى مونستر. القطع المعروضة قُطِعت من نصف الكرة الأيمن من دماغ آينشتاين، وتحديدًا من الجزء الذي تستقرُّ فيه الذاكرة. علمًا أن متحف "الأم" في فيلاديلفيا، هو واحد من متحفين اثنين فقط حول العالم، يعرضان أجزاء من دماغ آينشتاين. وقد سمّي المعرض في مونستر بـ"العقل - الذكاء - الوعي - والشعور".
لماذا كان آينشتاين عبقريًا؟ سؤال أرّق الكثير من الناس. يعتقد هارفي بأنَّ ثمة طفرةً غير طبيعية في دماغ آينشتاين نفسه، لذلك، قام بإرسال عينات من دماغه إلى الكثير من خبراء الأمراض العصبيَّة. غير أنَّ الكثير من الباحثين اعتبروا البحث عن طفرات غير طبيعية في دماغ آينشتاين أمرًا غير مهم على الإطلاق، وأنَّ صاحب جائزة نوبل كان مجتهدًا، ويعمل بكثرة في حياته، لذلك كانت نتائج عمل أطباء الأمراض العصبية على دماغه غير مثيرة على الإطلاق.
وقد تعرّض الطبيب الشرعي، هارفي، إلى كثير من الانتقاد بسبب إزالة دماغ آينشتاين، وخسر رخصته كطبيب بسبب هذا الأمر. لكنّه ظل محتفظًا بدماغ آينشتاين في مكتبة طيلةَ سنوات عديدة، حتّى قرّر أخيرًا التبرّع به للعلم.