جاء انقلاب الحوثي وصالح، وكان أحد شعاراته تطبيق مخرجات الحوار الوطني، إلا أنه كان في الحقيقة انقلاباً على تلك المخرجات، كما كان انقلاباً على الجمهورية وإسقاطاً للدولة، وجر البلاد إلى حرب شاملة.
بعد أربع سنوات من الانقلاب، والحرب التي أخذت طابعا إقليميا ودوليا واسعا، يبرز السؤال الآن: ما هو موقع مخرجات الحوار؟ وهل لا تزال تمثل طوق نجاة لليمنيين بعد كل هذه المستجدات؟
يعيش اليمنيون اليوم تهديدا وجوديا لدولتهم وكيانهم الوطني برمته، في ظل تراخي شرعية هادي وتسليمه البلد المحرر للرياض وابوظبي، فضلا عن تمكين الانقلابيين أنفسهم من المناطق المسيطرين عليها، وتعزيز حضورهم فيها فكريا وثقافيا وعسكريا.. حيث لن يبقى لليمنيين لا مخرجات حوار ولا دولة موحدة إذا ما استمر رأس الشرعية بهذا الأداء الباهت.
يقول البعض إن المتغيرات الكبيرة، والجذرية، التي شهدتها البلاد منذ العام ألفين وأربعة عشر، وبروز قوى جديدة، يجعل من الضروري إعادة النظر في تلك المخرجات، لتستوعب تطلعات هذه القوى، فيما يرى آخرون أن تلك المخرجات لا تزال تمثل المخرج الوحيد الآمن لليمن واليمنيين.
في 2015 استحدث الرئيس هادي وزارة خاصة بمخرجات الحوار الوطني.. لكنها لم تزد على تنظيم فعاليات موسمية في عدن وتكليف الخزينة العامة مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة، فهل هذا هو كل ما بقي من ذلك الإنجاز الذي استغرق من اليمنيين نحو عام من الزمن؟