الدلائل تشير الى ان المبعوث الاممي مارتن غريفيت لا يمتلك غير حماسه ووعود هشة لا تحتمل الصمود في وجه الأعاصير التي تمر بها اليمن.
على خطى المغربي بن عمر والموريتاني ولد الشيخ يسير البريطاني في طريق محفوف بمخاطر الفشل وألغام العثرات المزروعة في أرضية المفاوضات من قبل أطراف النزاع.
حدد المبعوث الأممي المدعوين للجلوس على طاولة المشاورات غير المباشرة في جنيف التي ستتم بنظام الغرفتين على غرار مشاورات مدينة بال السويسرية قبل أكثر من عامين نظرا لعدم وجود أرضية مشتركة بين كافة الأطراف.
تسمية المبعوث الأممي للمشاركين في المشاورات قوبلت بالكثير من السخط والاتهامات المبكرة له بالانحياز ضد أطراف تبحث عن موطئ قدم لها في جنيف حيث اكتفى غريفيت بدعوة وفدي الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي وهي الأطراف التي شاركت في الجولات السابقة.
المجلس الانتقالي الجنوبي وجناح في المؤتمر الشعبي العام وهما فصيلان مدعومان من الامارات وجها رسائل ساخطة ومليئة بالتهديد والوعيد والاتهامات للمبعوث الأممي لعدم توجيهه دعوات لهما للمشاركة في المشاورات.
المبعوث الأممي ذكر قبل أيام ان المؤتمر خارج المشاورات قبل ان يوجه دعوه للجناح المؤتمر التابع لمليشيا الحوثي بالمشاركة في المشاورات ضمن وفد مليشيا الحوثي الأمر الذي اثار حفيظة المؤتمر جناح الامارات الذي جعله يهاجم غريفيت ويعلن رفضه تلك المشاركة معتبرا إياها لا تمثل قناة الحزب.
المجلس الانتقالي من جهته فتح النار على غريفيت محملاً إياه "كامل المسؤولية المترتبة على عدم اشراك المجلس في المشاورات وأكد انه لن يعترف باي مخرجات للمفاوضات ولن يسمح بتطبيقها على أرض الواقع" .
تذهب الأطراف المعنية إلى جنيف محملة بتوجيهات حلفاءها الإقليميين وبالمزيد من العراقيل التي من شأنها افشال أي جهود للتقارب او لفتح نفق في جدار الازمة اليمنية التي تحولت لواحدة من أسوأ الازمات الإنسانية في العالم.
ملفات صعبة لم تفلح سنوات الحرب الأربع من حلحلتها او حتى جعل الأطراف المتقاتلة تراجع حسابات الربح والخسارة التي تعرض لها اليمنيين ومازال كل طرف يتشبث بمواقفه ويعض على أصابع الطرف الاخر.
تبدو على الارض اصابع التحالف واضحة في تأزيم الاوضاع ورفع منسوب التوتر في المناطق الخاضعة لسيطرته بشكل خاص والبلاد بشكل عام، وتأتي في مقدمه الممارسات السماح بتهاوي قيمة العملة المحلية وتوجيه مشاعر الشارع للسخط على الحكومة الممنوعة اصلا من العودة للبلاد وممارسة اعمالها على الارض.
يرى مراقبون ان توتير الاوضاع في المحافظات الجنوبية يهدف لخلط الاوراق والقفز بالمجلس الانتقالي مرة اخرى الى الواجهة في تكرار لما تم في مطلع العام الجاري حين قاد الانتقالي مواجهات مسلحة استولى بموجبها على مؤسسات الدولة والمصالح الحكومية في عدن، وهو اجراء قد يقوض كل الجهود الرامية لتحقيق تقدم في المفاوضات، وفرض واقع جديد على الارض يزيد من تأزيم المشكلة اليمنية ويدعم انقلابا ثانيا على الشرعية التي تعاني في الاصل من الكثير من الاختلالات والفساد والارتهان للقوى الاقليمية.