سقطت فرنسا ومن قبلها أمريكا وبريطانيا والعالم المتحضر في فخ مقايضة الاخلاق والمسؤولية بالعقود والمليارات وتحاول الهروب من دبلوماسية الصفقات والغرف المغلقة الى دبلوماسية الشوارع واللافتات التي سرعان ما تسقط بمجرد توقيع عقود بيع الأسلحة.
ظهر الرئيس الفرنسي متحدثا عن اهتمام بلاده بالملف الإنساني في اليمن ويهدي الضحايا عقودا لبيع أسلحة جديدة للملكية العربية السعودية لاستخداما في الحرب التي تخوضها في اليمن قيمتها تفوق 18 مليار.
ولم ينسى الاعلام الفرنسي التلويح بملف حقوق الانسان في اليمن والانتهاكات التي ارتكبها طيران التحالف بالمدنيين وكان اللافت رفع دعوى قضائية من قبل منظمة حقوقية يمنية في باريس بدعوى تواطؤ ولي عهد الرياض مع القوات الإماراتية التي تمارس التعذيب والاعتقال خارج القانون ليمنيين في مناطق سيطرتها.
الرئيس الفرنسي الذي تصنف بلاده كثالث أكبر مصدر للأسلحة في العالم وتعتبر السعودية والإمارات من بين أكبر مشتري أسلحتها عبر خلال مؤتمر في قصر الاليزيه إن باريس لن تتسامح مع تهديد الصواريخ الباليستية للسعودية لكنها تريد احترام قانون حقوق الإنسان الدولي في اليمن.
ما بين تحقيق المكاسب ومحاولة الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه اعلن الرئيس الفرنسي عن تنظيم مؤتمر إنساني حول الاازمة الإنسانية في اليمن بحلول الصيف في باريس.
وحين تحدث ميكرون عن تمسك بلاده باحترام القانون الدولي الإنساني وتيقظها حيال تلك المسألة لم يتطرق في حديثه للانتهاكات وسقوط ضحايا مدنيين بسبب الغارات التي يشنها طيران التحالف، كما لم يلق بالا للطلب الذي تقدمت به عدة منظمات حكومية بالتوقف عن بيع السعودية أسلحة فرنسية قد تستخدم في اليمن.
التحركات الحقوقية ضد زيارة بن سلمان قادتها هيومن رايتس ووتش التي قالت مديرة مكتبها في فرنسا بينيديكت جانرود أن "الرياض على رأس تحالف قتل وجرح آلاف المدنيين" و"العديد من هذه الهجمات يرقى إلى جرائم حرب".
ورفعت منظمة "ليغال سنتر فور رايتس آند ديفيلبمنت شكوى لدى محكمة الدرجة الأولى في باريس المتخصصة في النظر في جرائم الحرب، ضد ولي العهد السعودي .
تبقى اليمن الغائب الحاضر في كل ملفات الدبلوماسية السعودية وتحركاتها وبين صفقات التسليح ولافتات التنديد يطول امد الازمة اليمنية اكثر ويتسع الثقب الأسود ليلتهم معه التحالف والمنطقة ويجعل السعودية عرضة للابتزاز ويعرض حياة ملايين اليمنيين لخطر الموت القادم من الخارج وذلك الذي تواصل انتاجه مليشيا الحوثي.