هذه المرة كانت الوجهة عدد من المناطق المحررة فبعد زيارة قصيرة للحكومة الى المكلا للمشاركة في الذكرى السنوية الأولى لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم القاعدة، وكذلك إلى محافظة ابين ولم تلبث ان غادرت الى جزيرة سقطرى
تحركات في ظاهرها نشاط للحكومة وفرض حضور على الأرض غير ان الكثير من المراقبين يرون ان تلك التحركات ليس الا هربا من الواقع القائل ان الحكومة غير مرغوب بوجودها في العاصمة المؤقتة في عدن.
استبدال الحضور الفاعل والحقيقي في الأرض مقابل التحركات الشكلية لا يعزز حضور الدولة ومؤسساتها بقدر ما يكشف عن محاولات للقفز على جوهر المشكلة الحقيقية القائل ان هناك خلافا وتباينا بين الحكومة والتحالف.
الخلاف لم يعد سرا فبعد اكثر من ثلاثة أعوام من العلاقة غير المتكافئة ظهر عدد من وزراء الحكومة بتصريحات تدعو لتصحيح العلاقة بين الطرفين وتجاوز عدد من التصريح بالخلاف الى تقديم الاستقالة احتجاجا على الوضع المائل.
يخشى العديد من المراقبين للشأن اليمني ان تصبح تحركات الحكومة الشكلية في عدد من المحافظات بمثابة مغسلة للتجاوزات الإماراتية في تلك المناطق والتغطية على التصرفات الرامية لتقويض الدولة اليمنية خصوصا مع عدم
ظهور أي تصريح حكومي عن الدور الاماراتي في تلك المناطق.
ويتساءل مراقبون : هل بات وجود الحكومة مقتصرا على التحركات الهامشية التي لا تصل لمرحلة المكاشفة والتصادم مع التحالف والكيانات المسلحة المدعومة منه في المناطق المحررة، وهل تمتلك الحكومة الشجاعة على كشف التجاوزات والانتهاكات للسيادة اليمنية في سقطرى وعدن وحضرموت وغيرها من المناطق، وهي أسئلة لا تملك غير حكومة بن دغر الإجابة عنها، لكنها لن تجيب عليها.