تتحدث مصادر سياسية على أن هادي يواجه ضغوطا كبيرة من قبل السعودية والإمارات لإقالة وزير الداخلية أحمد الميسري، الذي تصدى لمحاولة الانقلاب على الشرعية من قبل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا.
واستدعى هادي مؤخرا رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر إلى الرياض، ليبحث معه تعديلا حكوميا مفترضا بناء على رغبة الرياض وأبو ظبي.
ووصفت الحكومة اليمنية تمرد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن نهاية الشهر الماضي بأنه "محاولة انقلاب على الشرعية"، وأنه لا يختلف عما قام به الحوثيون في صنعاء.
ويبدو التغول السعودي الإماراتي واضحا في التدخل بقرارات هادي السيادية في تعيين المسؤولين الحكوميين والعسكريين أو عزلهم، والسعي لتمكين قادة وقوى تناهض الشرعية وتخضع لأجندات البلدين.
وتحدثت مصادر يمنية عن دفع الإمارات لإقالة بن دغر والوزراء الرافضين لمصالح الإمارات بالجنوب، حيث تدعو أبو ظبي إلى إشراك بعض القوى المحسوبة على الحراك الجنوبي في الحكومة والسماح لقواتها بالحلول محل قوات الشرعية في الجنوب.
وقال مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام اليمني إن ضغوط الإمارات ليست جديدة، حيث ضغطت سابقا على قيادة الشرعية واشترطت إقالة قائد المقاومة الشعبية ومحافظ عدن الأسبق نايف البكري.
وأكد الرحبي أن الإمارات كانت وراء تعيين قيادات تتزعم الانقلاب في عدن، وهم عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وأحمد بن بريك محافظ حضرموت السابق، وحين أقيلوا دعمتهم الإمارات لتشكيل المجلس الانتقالي الذي أصبح لديه آلاف المقاتلين خارج إطار الدولة.
وأضاف أن الإمارات تضغط حاليا لإقالة وزراء ومسؤولين معارضين لها في المناطق المحررة، وخصوصا بالمحافظات الجنوبية، لكن هادي يرفض حتى الآن الرضوخ.
ويبدو أن الإيقاع البطيء هو سمة الرئيس هادي، لكنه معتاد على المقاومة في آخر لحظة كما يقول مراقبون، حيث وجه ضربات قوية لأبو ظبي، التي باتت تعمل علنا على مناهضة الشرعية، فأقال قيادات جنوبية محسوبة عليها وعيّن وزراء مناهضين لها في عدن.
ورأى السفير عبد الوهاب العمراني، وهو بدرجة وزير بوزارة الخارجية، أن الإشكال يكمن في تدخل أبو ظبي والرياض في صلاحيات هادي، وأنه غالبا يخضع لهما ويعيّن عناصر كمسؤولين حكوميين وأمنيين سرعان ما يستقوون بدول التحالف لتقويض سلطته.
وبقدر ما يحبط هادي رغبات أبو ظبي في تسلم الانفصاليين مقاليد الأمور في الجنوب، إلا أنه لم يأت ببدائل حاسمة، بحسب اعتقاد العمراني، الذي شدد على أهمية بسط هادي لسلطته في إدارة البلاد من عدن.
ولم يستبعد أن هادي يعتقد أنه متحرر نسبيا من هيمنة الإمارات على أساس مجاراة السعودية التي تقود التحالف، بينما تثبت الأحداث أن طرفي التحالف الفاعلين في اليمن يتقاسمان الأدوار.
وعبّر العمراني عن الخشية من تآكل الشرعية وانفصال جنوب اليمن، ومن ثم فإن تمزيق البلاد يسير على نار هادئة وبالتدريج، كما فعل الحوثي في صنعاء.
ومن وجهة نظر العمراني، فإن هادي لا يزال يملك أوراق القوة، والتحالف يستند في تدخله العسكري لدعوة هادي إلى دعم الشرعية، مضيفا أن هادي يمكنه إعفاء الإمارات من المشاركة في التحالف طالما أن السعودية هي قائدة التحالف وهي التي تشكل العمق الجغرافي لليمن.
الجزيرة نت