ست سنوات منذ أقسم هادي أن يعمل مخلصا من أجل هذا البلد، وأن يحافظ على نظامه الجمهوري وعلى وحدته واستقراره، فأين وضعت أقدار هادي اليوم رحالها؟
سنوات صعبة كان عنوانها الهروب للأمام، في مرحلة اختفت فيها البوصلة السياسية عن جميع الأطراف وانتهت بقفز مليشيا الحوثي إلى واجهة المشهد.
كان العمل الأول لمليشيا الحوثي بعد إسقاط الدولة، هو قضم شرعية هادي عبر محاولة إجباره على تعيين نائب له من الحوثيين، الامر الذي رفضه هادي وانتهى به الأمر تحت الإقامة الجبرية في منزله لأكثر من شهر.
لم يدم الحصار طويلا فقد تمكن هادي من الإفلات من قبضة محاصريه، ووصل الى عدن جنوب البلاد، قبل أن يغادرها مجبرا في رحلة طويلة إلى الرياض ليتكرر موضوع حصاره مرة أخرى هذه المرة على يد حلفائه.
يقول الرئيس هادي إنه لا يتحمل مسؤولية الانقلاب لأن أدوات القوة والردع لم تكن بيده، والمجتمع الدولي خذله حينها. لكن الكثير لا يعفون الرئيس من المسؤولية، كونه يملك الشرعية، ولم يتعامل حينها مع الانقلابيين بشكل حازم، حتى أن البعض اتهمه بالتواطؤ مع الحوثيين لتنفيذ مخطط إقليمي ودولي لم يحدث كما كان مرتباً له.
كانت عاصفة الحزم نقلة نوعية في مسار الواقع السياسي والعسكري في اليمن.
دخلت الدول الاقليمية في خط المعركة ضد الانقلابيين وذهب هادي للرياض ليشرعن هذا التدخل.
أعلن التحالف بقيادة المملكة السعودية أنه تدخل لاستعادة الشرعية وتحرير اليمن من الانقلابيين؛ غير أن هذا الإعلان لم يكن لغير التسويق لمشاريع أخرى، ما فتئت تظهر على السطح وهو ما كشف عنه مسار الأحداث التي توقفت خلالها عملية التحرير وجُمدت فاعلية الرئيس ومنع من العودة لعاصمة بلاده .
تحول هادي لهدف يتوجب إزاحته من قبل الجانب الإماراتي الذي تعامل مع هادي وكأنه موظف وليس كرئيس دولة، وحاول تقليم أظافره، لتدخل العلاقة بين الطرفين مرحلة اللاعودة.
يقاوم هادي بأدواته البسيطة النفوذ الإماراتي المتنامي حتى على فريقه ووزرائه، لكن ذلك لم يَحُل دون دعم الإمارات محاولة انقلاب أخرى عليه أواخر يناير الماضي، غير أنها هذه المرة جاءت من عدن الواقعة تحت السيطرة الإماراتية بالكامل.
ما هي خيارات الرئيس هادي، وماهي خيارات جميع الأطراف واللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يستمدون حضورهم من بقاء هادي على قيد الحياة باعتباره العصا الأخيرة لحلم استعادة الدولة اليمنية.
أسئلة جديرة بالوقوف عليها بحثا عن إجابات ما زالت في رأس هادي.. وربما خارجه .