الفنانة هيفاء، تقدم قصة كفاح قوية من أجل مناصرة قضايا النساء والأطفال بزمن الحرب، وكانت قد دشنت حملة مناصرة لقضايا الطفل والمرأة وقامت برسم عدد من اللوحات الفنية التعبيرية بالرسم على الجدران في صنعاء الخميس الماضي الموافق 17_8_2017.
تقول هيفاء سبيع:" اتمنى أن يحل السلام في اليمن والعالم أجمع، مشيرة إلى أن الفن من أفضل المجالات للتعبير عن الإنسانية والسلام الذي لابد له من لبنة أساسية وأساسه للتوعية بحق كل الفئات في التمتع بكافة الحقوق المكفولة في القانون.
الفنانة هيفاء سبيع تعد شقيقة الفنان التشكيلي اليمني الشهير مراد سبيع الحاصل على جائزة" الفن من أجل السلام" في عام 2014والتي تمنحها مؤسسة «فيرونيزي» الإيطالية والذي نفذ مع مجموعة من الفنانين عدد من الحملات الفنية الجدارية والتي هدفت إلى الدعوة لإيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن.
هيفاء سبيع، وهي فنانة تشكيلية يمنية، اختارت شعار "ضحايا صامتون"، لحملتها الهادفة إلى مناصرة قضايا الطفل والمرأة في اليمن بزمن الحرب، لأن الطفل والمرأة كما تقول من أكثر ضحايا الحرب واستمرار الحرب يعني استمرار معاناة هذه الفئة الاجتماعية في حين أن قضايا الأطفال والنساء لا تنال الاهتمام الكافي، ومن هذا المنطلق أطلقت "هيفاء " حملتها تحت شعار "ضحايا صامتون".
*ضحايا المرأة والطفل باليمن في زمن الحرب.. هل لك أن تحدثينا عن الحملة بدايتها والشركاء؟
الفنانة هيفاء : فكرة الحملة راودتني منذ فترة طويلة وارتأيت أن هذا هو الوقت المناسب لتنفيذها، بإمكان أي فنان أن يشاركني الرسم في إطار فكرة ومضمون الحملة وما تناقشه من قضية.
*ما الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها من خلال الحملة..؟
الفنانة هيفاء :سعيت من الحملة لتحقيق أهداف قريبة المدى وتتمثل في وصول الحملة لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع اليمني وكذلك المجتمع الدولي للتوعية بقضايا النساء والأطفال
وأهداف بعيدة المدى، لإيجاد تحرك حقيقي على أرض الواقع للمساهمة في التقليل والحد من معاناة هاتين الشريحتين.
* المناصرة بالرسم، هل كان نابع من استنتاج بأن وسائل المناصرة الاخرى غير مجدية أم ماذا؟
الفنانة هيفاء :الرسم لا يحتاج إلى لغة معينة يفهمها الإنسان، هو لغة عالمية بحد ذاته وسواءً من يرسم أو لا يرسم يستطيع فهم اللوحة خصوصاً إذا تم توظيفها لخدمة قضية معينة.
*هل تعتقدين أن حملتك ستغير من الواقع شيء؟
الفنانة هيفاء : أتمنى أن تغيّر ولو جزء بسيط من الأفكار المغلوطة وأن تسهم بشكلٍ كبير في التوعية المجتمعية للحد من معاناة النساء والأطفال.
*هل تتبعين وسائل مناصرة أخرى غير الرسم؟
الفنانة هيفاء : ليس لدي ما أقدمه سوى بضع كلمات، وريشتي التي أتمنى أن ترسم الكثير من القضايا.
*لماذا حصر المناصرة على الطفل والمرأة.. ألا تعتقدين أن توسيع نطاق المناصرة ليشمل الشباب كان أكثر جدوى، حيث تحظى قضايا الطفل والمرأة في اليمن بمناصرة واهتمام كبير سواء في الاعلام أو قضايا النقاش في الهيئات والمنظمات الأممية، وفي المقابل قضايا الشباب تكاد تكون غائبة..؟
الفنانة هيفاء : ربما عندما ننظر للأمر من جانب منظمات المجتمع المدني نرى أن هاتين الشريحتين قد نالتا حظاً وافراً من الاهتمام، لكن ما ألمسه ويلمسه كثير من الناس على أرض الواقع أن ما يحدث في الحقيقة مختلف بشكلٍ كبير عن ما نراه في وسائل الإعلام، النساء والأطفال فئتين ضعيفتين وليس بمقدورهما الحديث وتسليط الضوء على القضية بشكلٍ جيد، ولهذا أتمنى ومن يشاركني الرسم أن تكون لوحاتنا معرضاً معبراً عن هذه القضية للتوعية بها لتصل لأكبر قدر ممكن من الناس.
*هل حملتك تأتي ضمن توجهات المرأة اليمنية_ الناشطة، للدفع نحو عملية احلال السلام في اليمن..؟
الفنانة هيفاء :في المقام الأول أنا فنانة تشكيلية وليس ناشطة، وبالتأكيد أتمنى أن يحل السلام في اليمن وفي كل دول العالم.. الإنسانية شيء جميل، والفن من أفضل المجالات للتعبير عن الإنسانية، السلام لابد له من لبنة أساسية وأساسه التوعية بحق كل الفئات في التمتع بكافة الحقوق المكفولة في القانون.
*كيف تنظرين إلى دور المرأة اليمنية_ الناشطة، في الدفع نحو احلال السلام في اليمن..؟
الفنانة هيفاء : المرأة اليمنية قوية وإذا أُتيحت لها الفرصة فإنها ستتغلب على الكثير من العقبات والعوائق التي تقف في طريق نهوضها، الناشطات اليمنيات يعملن كثيراً لكني لا أرى تطبيقاً حقيقياً لكل المجهود الكبير الذي يبذلنه! وهذا هو ما دفعني أكثر للمضي في حملتي لتسليط الضوء على قضايا النساء والأطفال كضحايا في المجتمع.
*كناشطة ما الذي يعيق نشاطك في قضايا المناصرة..؟
الفنانة هيفاء :كما أسلفت أنا لست ناشطة، كفنانة ما يعيقني هو قلة الدعم ووجود الكثير من القضايا العالقة في المجتمع والتي لم يتم إيجاد حل جذري لها، وهذا هو ما يجعل النساء والأطفال آخر شريحة يتم الالتفات إلى مشاكلها وبالتالي عدم تبني قضيتها بحكم الوضع السياسي الذي أخذ كل الاهتمام.
*الحملة هل ستقتصر على العاصمة صنعاء أم ستمتد إلى محافظات أخرى..؟
الفنانة هيفاء: الحملة لا زالت في بدايتها، بالتأكيد أتمنى أن تكون في كل اليمن وهذا ما سأعمل عليه أنا وزميلاتي في الحملة.
*لماذا كان نطاق تدشين الحملة العاصمة صنعاء..؟
الفنانة هيفاء :من الطبيعي أن ينطلق نشاط الإنسان من المكان الذي يعيش فيه وهذا سبب انطلاق الحملة في صنعاء، والسبب الآخر أن صنعاء هي العاصمة، وعندما تنطلق منها الحملة فهذا يضمن بشكلٍ كبير وصول الحملة لشريحة كبيرة من المجتمع ومن ثم انتقال الحملة لمحافظات أخرى.