التغير بدأ واضحا بالخطاب وبالموقف ومن اعلى الهرم دشن ، والهدف كما يبدوا جليا ليس اليمن بذاته بل التحالف العربي وبالأخص المملكة العربية السعودية.
حيث دع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب السعودية الى السماح بدخول كامل المساعدات الى اليمن ومن كآفة الموانئ ومثله فعل الوزير تريلسون وهيئات إغاثية أمريكية.
والنظر الى بيان الدعوة الرئاسية ومفرداته التي بدت أكثر تركيزا وحزما وبعيدة عن المداهنة والدبلوماسية المعهودة في الخطاب الأمريكي.
وخصوصا مفردتي كامل المساعدات وكآفة الموانئ ومدلولاتها كون البيان أعقب تصريح للأمم المتحدة برفض التحالف العربي دخول أي بضائع عدى الغذائية منها ومن موانئ بعينها ، عطفا على ان البيان جاء أيضا بعد دعوة لأمين العام للإمم المتحدة الأدرة الأمريكية للضغط على التحالف العربي من اجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية وبذلك قد يفسر التغير المفاجئ لخطاب الإدارة الأمريكية من الناحية الإنسانية.
لكن هذا أيضا لا يمنع وجود اعتبارات سياسية وراء تغير الموقف الأمريكي خصوصا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء وما اعقبها من تغير لموازين السيطرة وخارطة القوى والتحالفات فهناك من يعتقد أن الإدارة الأميركة قد ترى ان الوضع الحالي مناسب لعقد صفقة ما تفضي الى حل وهي رؤية لا تخلو من العمى بالنسبة لليمنيين ولغيرهم ممن يدركون حقيقة ومنهج المليشيا الحوثية.
في المقابل أيضا فإن اهتمامات الإدارة الأميركة ليست هي ذات اهتمامات اليمنين وعادة ما يرتبط موقفها من اليمن بمصالحها المرجوة من السعودية والخليج وبذلك قد يفسر الموقف الأمريكي الجديد بأنه نواع من الإبتزاز للسعودية وفي السياسية كل شيء جائز وكل المواقف قابلة للطرق والسحب فلا موقف في السياسية لا يلين.